المجازات النبوية - الشريف الرضي - الصفحة ١٨١
إذا دعته نفسه إلى ارتكاب شئ من المقبحات منعه عليه بقبحه من ارتكابه، والاقدام على طرق بابه، تشبيها بعقال الناقة المانع لها من الشرود والحائل بينها وبين النهوض، ولهذا المعنى لم يوصف القديم تعالى بأنه عاقل لأن هذه العلوم غير حاصلة له إذا هو عالم بالمعلومات كلها لذاته. قال: وقيل أيضا إنما سميت هذه العلوم المخصوصة عقلا لان ما سواها من العلوم يثبت بثباتها ويستقر باستقرارها؟؟ تشبيها بعقال الناقة الذي به تثبت في مكانها، ولمثل ذلك قيل معقل الجبل للمكان الذي يلجأ إليه ويعتصم به وله سميت المرأة عقيلة، وهي التي يمنعها شرف بيتها، وكرم أصلها، وقوة حزمها، من الاقدام على ما يشينها، والتعرض لما يعيبها، والكلام في تفصيل هذه العلوم، وبيان مالا جله؟؟ احتيج إلى كل واحد منها يطول، وليس هذا الكتاب من مظان ذكره، ومواضع شرحه (1).
141 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " سيحرصون بعدى على الامارة، فنعمت المرضع وبئست الفاطم "، وهذه استعارة كأنه عليه الصلاة والسلام أقام الامارة في حلاوة أوائلها،

(1) ما في الحديث من البلاغة:
في الحديث استعارة تبعية: حيث شبه إثبات العلم وعدم نسيانه بالتقييد بالعقال في عدم الانفلات، واشتق من القيد بمعنى الاثبات قيدوا بمعنى أثبتوا على طريق الاستعارة التبعية، ويمكن إجراء استعارة مكنية فيه أيضا، حيث شبه العلم بحيوان يقيد وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو القيد عل طريق الاستعارة المكنية.
(١٨١)
مفاتيح البحث: الرضاع (1)، الصّلاة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست