والسلام لهذه الحال بخائض الغمر (1) في مشيته، والمغتمس (2) فيه عند جلته (3).
296 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة و السلام في كلام طويل " لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء "، فقوله عليه الصلاة والسلام: فحمة العشاء، المراد ظلمة العشاء، إلا أنه عليه الصلاة والسلام شبه الظلمة في هذا الوقت بالفحمة، وهي الهنة السوداء التي أحرقت النار أجزاءها، وإحالتها عن هيئتها (4) والجمع فحم كسعفة وسعف (5)، فكأنه عليه الصلاة والسلام أقام شمس النهار مقام النار المتوقدة، فإذا انطفأ جاحمها (6) وخمد متضرمها (7) أعقب منها الحمم (8) وخلفها الفحم،