ألا ترى أن الشاعر لما جعل هذه النفوس بمنزلة المطايا المذللة، والظهور المحملة، استحسن أن يقول: رحلناها مقابلة بين أجزاء اللفظ، وملاحمة (1) بين العجز والصدر. وليس هناك على الحقيقة ظهور تحمل الرجال، وتحمل الأنفال، وإنما أراد صفة تلك النفوس بالصبر على عض البلاء، وعرك الادواء (2)، ونوازل القدر، وجواذب الغير (3).
314 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في كلام كلم به بعض أصحابه: " لن تبرحوا مبتلين (4) ما كنت بين أظهركم، فإذا أنا هلكت أقبلت إليكم الدنيا وأقبلتم إليها، واضطمتكم (5) الدنيا اضطمام الوالدة ولدها " وهذه استعارة.