وقوله " يرح " أي يميت، ومثل ذلك قول العجاج: " أراح بعد الغم والتغمغم " أي أمات الله بعد الكرب والخناق، وقيل يجوز أن يكون قوله يرح عائدا على العرق لا على الحية كأنه قال: متى نضت منها عرقا يحدث فيه جرحا (1) إذا قيح كانت عنه رائحة خبيثة. والقول الأول أسد، وعليه المعتمد (2).
110 ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام للضحاك ابن سفيان الكلابي وقد بعثه مصدقا (3): " خذ من حواشي أموالهم "، وهذه استعارة على أصل وضعها في كلام العرب، لأنهم يسمون صغار الإبل حشوا وحاشية، كأنهم يشبهونها بحشو الشئ الذي يتأتى ذلك فيه كالمرفقة (4) والحشية لأنها غير معتد بها، كما أن الحشو (5) غير معتد به، وإنما الاعتداد بما هو في ضمنه. ومن هذا