من حيث كان (1) جامعا لأهليه، حاميا لمن فيه، وشبه الجنة بالمأدبة من حيث كان مجتمع الشهوات، ومنتجع اللذات، وشبه نفسه عليه الصلاة والسلام بالداعي إليها من حيث كان المرشد إلى الاسلام والهادي للأنام، صلى الله عليه وآله الطيبين الأخيار (2).
144 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " أنا النذير والموت المغير "، وهذه من الاستعارات الناصعة، والمجازات الواضحة لان الاستعارة على ضربين: ظاهرة تعرف بجليتها (3)، وغامضة يضطر إلى استنباط خبيتها (4). فكأنه عليه الصلاة والسلام شبه الموت الذي يطلع الثنايا، ويطلب البرايا بالجيش المغير الذي يهجم هجوم السيل، ويطرق طروق الليل، وشبه نفسه عليه الصلاة والسلام بالنذير المتقدم أمامه، يحذر الناس من فجئه ليعدوا العتاد،