على لا حب لا يهتدى بمناره * إذا سافه العوذ الذفافي جرجرا (1) ولكنه عليه الصلاة والسلام جعل صوت جرع الانسان للماء في هذه الأواني المخصوصة لوقوع النهى عن الشرب فيها، واستحقاق العقاب على استعمالها، كجرجرة نار جنهم في بطنه على طريق المجاز، إذ كان ذلك مفضيا به إلى حلول دارها، واصطلاء نارها، نعوذ بالله. ولفظ الخبر يجرجر بالياء، والوجه أن يكون تجرجر بالتاء على قول من رواه برفع النار، ولكنه لما دخل بين فعل المؤنث وفاعله الذي هو النار لفظ آخر حسن تذكير الفعل للبعد بينهما (2) كما قال الشاعر:
* لقد ولد الأخيطل أم سوء * وقد روى في خبر آخر: كأنما يجرجر في بطنه نارا. فالانسان هاهنا فاعل والنار مفعوله. وعلى هذه الرواية فالمراد كأنما يجر في بطنه نارا، فقال يجرجر طلبا لتضعيف اللفظ الدال على تكثير الفعل