والمجاز الآخر قوله عليه الصلاة والسلام: " والحور بعد الكور (1) "، أي انتشار الأمور بعد انضمامها (2)، وانفراجها بعد التئامها، وذلك مأخوذ من حور العمامة بعد كورها، وهو نقضها بعد ليها، ونشرها بعد طيها. وقد قيل: إن معناه القلة بعد الكثرة والنقصان بعد الزيادة، فكأنه تعوذ من الانتقال عن حال حسنة إلى حال سيئة، وعلى ذلك قول الشاعر:
واستعجلوا عن شديد المضغ فابتلعوا * والذم يبقى وزاد القوم في حور (3) أي في نقصان، والمعنيان متقاربان، وقد روى هذا الكلام على وجه آخر، فقيل من الحور بعد الكون بالنون، من قولهم:
حار إذا رجع، يقولون كان على حال جميلة، فحار عنها: أي رجع عما كان عليه منها. والرواية الأولى أعرف عند أهل اللسان، وأشبه