الشيخ أبي محمد الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي أنار المولى براهينهما وآواهما في مستقر رحمته، فكم له (قده) من آثار فقهية، أشهرها كتاب إيضاح الفوائد ها هو بين يديك بمشهد منك ومرئي، فإنه قد أتى ناسقه بالعجب العجاب، والسفر المستطاب، أودع فيه من الدقائق والرقائق ما تشتهيه الأنفس وتلذ النواظر والعيون.
ولكن الأسف كل الأسف أن هذا الكتاب الممتع لم ينتشر إلى الحال وكانت نسخه في زوايا مخازن الكتب وروازن الخزائن والمكاتب متربة مبعثرة الأجزاء تأكلها العثة وتبيدها أخطار الملوان وطالما كنت مولعا متيما في انتشاره، متعطشا إلى مهيعه الزلال ورحيقه السلسال، فكم من تاجر كتبي أو رجل خير مثري، ألححت عليه والتمست منه إلحاح المضطر في الوصول إلى أمنيته ومأموله، وقوبلت باليأس والخيبة، إلى أن قيض الله مجيب الدعوات، همة الوجيه المكرم والشهم الموفق، ذخر الأخيار والأجلة، صفوة الأشراف والأعزة، الحاج محمد الحسين (كوشانپور) دام مجده وفاق سعده، بنشره وطبعه، ولا غرو فإنه ممن وفقه مولاه اللطيف بالخيرات ورزقه السعادات والبركات، ومن أهمها نشر الكتب الدينية في هذا الدهر المتعوس والعصر المنكوس الذي اتخذ هذا الصنيع فيه سخريا ونبذ الدين ظهريا فجزاه ربي الرحيم خير الجزاء، وهنأه بالكاس الأوفى. وشمر الذيل في تصحيحه وتعليقه ثلة من نخب فاضل الحوزة العلمية ببلدة قم ومفاخر أقرانهم والأماثل وهم حجج الاسلام الحاج السيد حسين الموسوي الكرماني، والحاج الشيخ على پناه الاشتهاردي، والحاج الشيخ عبد الرحيم البروجردي دامت بركاتهم، وضوعفت حسناتهم، فإنهم دام علاهم قد بذلوا الوسع الوسيع، واجتهدوا بالجد الجهيد في تصحيح الكتاب و مقابلته، بعدة نسخ مصححة نفيسة هامة، وتخريج أحاديثه، وضبط ألفاظه المشكلة، وتبيين لغاته العسرة، والمراجعة إلى المبسوطات الفقهية، استدلالية وفتوائية وطبع في مطبعة الفاضل الألمعي، الموفق المسدد لخدمة الكتب الدينية ثقة الاسلام الأحوذي المفضال السيد فضل الله الطباطبائي اليزدي دام مجده فانتشر بحمده تعالى والشكر له على أحسن نمط وأسلوب، واجدا لما هو المبتغى في الانتشار من رصانة القرطاس،