المقصد الرابع في المستحق وفيه فصلان الأول في الأصناف وهم ثمانية (الأول والثاني) الفقراء والمساكين ويشملهما من قصر ماله عن مؤنة سنة له ولعياله واختلف في أن أيهما أسوء حالا، فقيل الفقير للابتداء بذكره الدال على الاهتمام ولقوله: أما السفينة فكانت لمساكين ولتعوذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
____________________
المقصد الرابع في المستحق وفيه فصلان الأول في الأصناف قال دام ظله: واختلف في أن أيهما أسوء حالا (فقيل) الفقير للابتداء بذكره الدال على الاهتمام ولقوله تعالى وأما السفينة فكانت لمساكين (1) ولتعوذ النبي عليه السلام من الفقر وسؤال المسكنة (وقيل) المسكين للتأكيد به ولقوله تعالى أو مسكينا ذا متربة. (2) أقول: اتفق الكل على أن الفقراء والمساكين اشتركا في موجب الاستحقاق، وهو وصف عدمي عدم ملكة وهو من لا مال له يكفيه وعياله الفقراء الواجبي النفقة عليه لو كان غنيا ولا يقدر على كسبه لقوله عليه السلام لا صدقة على غني ولا على ذي مرة سوى (3) والأكثر على أن أحدهما أسوء حالا من الآخر بمعنى أنه لا مال له ولا كسب يقع موقعا من حاجته والآخر أحسن حالا أي له مال وكسب يقع موقعا من حاجته لكن لا يكفيه فقيل الأول الفقير من الفقر كأنه أصيب فقاره قال الجوهري رجل فقير من المال والثاني المسكين بني؟ من السكون كأن العجز أسكنه، قال الأصمعي المسكين أحسن حالا من الفقير وهذا اختيار الشيخ في الجمل والمبسوط وابن حمزة وابن إدريس وقيل الأول المسكين، قال ابن السكيت الفقير الذي له بلغة من العيش والمسكين الذي لا شئ له ونقل قول ابن الراعي: