صرح به في أول كتابه كشف اللثام بقوله: وقد فرغت من تحصيل العلوم معقولها و منقولها ولم أكمل ثلاث عشرة سنة وشرعت في التصنيف ولم أكمل إحدى عشر وصنفت " الحريص على فهم شرح التلخيص " ولم أكمل خمسة عشر سنة وقد كتبت قبله من كتبي ما ينيف على عشرين من متون وشروح (إلى أن قال) وكنت ألقي من الدروس وأنا ابن ثمان سنين شرحي التلخيص للتفتازاني مختصره ومطوله انتهى).
مدحه الفقيه الأعظم والهمام المعظم وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن كثير العلم وحيد عصره وفريد دهره قدوة المحققين مقتدى الخلائق أجمعين المخصوص بعناية رب العالمين جيد التصانيف حاله في علو قدره وسمو مرتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر حتى أن تلميذه (الشهيد الأول) مع أنه قلما يثني على أحد قد أثنى عليه في بعض إجازاته ثناء بليغا بقوله (كما في الروضات): الشيخ الإمام سلطان العلماء ومنتهى الفضلاء والنبلاء خاتمة المجتهدين فخر الملة والدين (انتهى) (وفي أمل الآمل) للشيخ الحر العاملي عامله الله بلطفه الكامل: كان فاضلا محققا فقيها ثقة جليلا انتهى، وكفى في مدحه أن والده العلامة يعظمه ويثني عليه ويعتني بشأنه كثيرا حتى أنه ذكره في صدر جملة من مصنفاته الشريفة وأمره في وصيته التي ختم بها القواعد بإتمام ما بقي ناقصا من كتبه بعد حلول الأجل وإصلاح ما وجد فيها من الخلل.
وإليك كلمات والده في حقه التذكرة: أما بعد فإن الفقهاء عليهم السلام هم عمدة الدين ونقلة شرع رسول رب العالمين (إلى أن قال) وقد عزمنا في هذا الكتاب الموسوم (بتذكرة الفقهاء) على تلخيص فتاوى العلماء (إلى أن قال) إجابة لالتماس أحب الخلق إلي وأعزهم علي ولدي (محمد) أمده الله تعالى بالسعادات ووفقه لجميع الخيرات وأيده بالتوفيق وسلك به نهج التحقيق ورزقه كل خير ودفع عنه كل ضير وآتاه عمرا