الجهاد وإن كان مفهومه عاما.
وحينئذ الظاهر أن المراد منها هو تبعية ثواب العمل بنية القربة والاخلاص، فلو أخلص نيته كان عمله لابتغاء وجه ربه كان له اجره، ولو عمل لا لابتغاء وجه الله كان العمل تابعا لنيته لا يترتب عليه اي اجر الهي.
ويشهد لذلك ما رووه عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث قال: " إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، فمن غزى ابتغاء ما عند الله فقد وقع اجره على الله عز وجل، ومن غزى يريد عرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له الا ما نوى " (1)!
وروى في المجالس صدر هذا الحديث هكذا: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أغزى عليا عليه السلام في سرية فقال علي عليه السلام لعلنا نصيب خادما أو دابة أو شيئا يتبلغ به فبلغ النبي صلى الله عليه وآله قوله فقال: إنما الأعمال بالنيات (2)..
ويشهد له أيضا ما رواه أبو عثمان العبدي عن جعفر عن أبيه عن علي عليه السلام:
" قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا قول الا بعمل ونية، ولا قول وعمل الا بنية (3).
وكذا ما رواه انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقبل قول الا بالعمل، ولا يقبل قول وعمل الا بنية، ولا يقبل قول وعمل ونية الا بإصابة السنة (4).
فإن التعبير بعدم القبول ظاهر فيما ذكرنا من عدم الاجر.
وبالجملة أحاديث النية التي مرت الإشارة إليها إنما هي ناظرة إلى القبول الإلهي، وترتب الثواب، ومسألة الاخلاص ولا دخل لها بتبعية المعاملات للقصود.
وتلخص ان شيئا من ذلك لا دخل له بهذه القاعدة، بل العمدة فيها بعد بناء العقلاء بأجمعهم عليه أمر آخر وهي: