بعينه عن (معاذ) انه ورث المسلم عن أخيه اليهودي - وكان عندئذ باليمن - وقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الاسلام يزيد ولا ينقص فاستدل معاذ بهذه الرواية على أن المسلم يرث عن أخيه اليهودي فعلى هذا ليس مجموعها رواية واحدة واردة في باب الإرث مشتملة على نفى الضرر والضرار كي تعد رواية مغايرة لغيرها من الروايات ويؤيده أيضا ما رواه (الحاكم) في المستدرك (1) عن النبي صلى الله عليه وآله الاسلام يزيد ولا ينقص، مجردا عن هذا الذيل أعني قوله لا ضرر ولا ضرار.
7 - ما رواه المحدث النوري في المستدرك (2) عن دعائم الاسلام عن أبي عبد الله (ع) انه سئل عن جدار الرجل وهو سترة بينه وبين جاره، سقط عنه، فامتنع من بنائه قال: ليس بجبر على ذلك الا أن يكون وجب ذلك لصاحب الدار الأخرى بحق أو بشرط في أصل الملك، ولكن يقال لصاحب المنزل اشتر على نفسك في حقك ان شئت، قيل له: فإن كان الجدار لم يسقط ولكنه هدمه أو أراد هدمه اضرارا بجاره لغير حاجة منه إلى هدمه: قال: لا يترك (3) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا ضرر ولا ضرار، وان هدمه كلف ان يبنيه.
ولكن لا يظهر من هذه الرواية ان هذه الفقرة كانت مذكورة في كلام النبي صلى الله عليه وآله مجردة عن غيرها فلعله (ع) اخذه من قول النبي صلى الله عليه وآله الوارد في قضية سمرة بن جندب بعنوان كبرى كلية يستدل بها على مورد السؤال، وهذا أمر جائز للإمام (ع) كما يجوز لغيره فلا يجوز الاستشهاد بهذه الرواية على كون هذه الفقرة قضية مستقلة من قضايا النبي صلى الله عليه وآله كما قد يتوهم. فكن على بصيرة منه، حتى أحدث لك منه ذكرا.
8 - ما رواه في المستدرك أيضا عن دعائم الاسلام عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا ضرر ولا ضرار.
وهذه أيضا - كالتي قبلها - لا تدل على كون الفقرة المذكورة كلاما مستقلا من كلمات النبي صلى الله عليه وآله وقضاءا غير ما ورد في ذيل رواية سمرة