القرعة على شمعون فامر به فحبس الحديث (1) وهذا الحديث وان لم يكن مرويا الا عن ابن عباس ولا يتصل سنده بالمعصوم الا ان الظاهر أن ابن عباس وهو حبر الأمة اخذه من النبي صلى الله عليه وآله أو الوصي صلى الله عليه وآله وهو تلميذه أو من منبع آخر يعبأ به من الكتب، وهو دليل على أن الاقتراع كان معمولا في ذاك العصر، لترجيح ما لا ترجيح فيه واقعا دفعا للفساد والنزاع، وكان ذلك بمرئى ومسمع من يوسف بعد ما اتاه الله علما وحكما.
22 - ما رواه هو (قدس سره) في استعلام موسى بن عمران (ع) النمام الذي كان في أصحابه بالقرعة بتعليم الله إياه، عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) قال:
" ان الله أوحى إلى موسى (ع) ان بعض أصحابك ينم عليك فأحضره، فقال: يا رب لا اعرفه " فأخبرني به حتى اعرفه، فقال يا موسى عبت عليك النميمة وتكلفني ان أكون نماما؟ قال: يا رب فكيف اصنع قال الله تعالى فرق أصحابك عشرة عشرة. ثم تقرع بينهم فإن السهم يقع على العشرة التي هو فيهم، ثم تفرقهم وتقرع بينهم فإن السهم يقع عليه قال فلما رأى الرجل ان السهام تقرع قام فقال يا رسول الله انا صاحبك، لا والله لا أعود ابدا " (2) لا شك ان هذه الرواية تشير إلى قضية وردت في واقعة خاصة كانت لها مساس ببعض نواحي حياة موسى عليه السلام ولم يكن موضوعا لحكم شرعي خاص، ولو كانت لم يكن الرجوع إلى القرعة من هذه الجهة، وهو دليل على كون القرعة طريقا قطعيا لكشف الواقع المجهول ومن الواضح انه لا يتعدى منها إلى غيرها.
* * * الطائفة العاشرة ما ورد في عمل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بالقرعة في غير مورد من القضايا التي حدثت في حياته