8 - هل هناك قسم ثالث للتقية؟
قد عرفت في المباحث السابقة ان التقية على ضربين: خوفي و تحبيبي، والأول ما يكون الغرض منها حفظ النفوس والاعراض والدين بخلاف الثاني فإن الغاية فيه هو جلب المودة وجمع الكلمة وائتلاف الفرقة وتوحيد صف المسلمين على اختلاف مذاهبهم في مقابل أعداء الاسلام، أعداء الحق، وقد عرفت ان لكل مقاما يختص به.
وقد يقال إن هنا قسما ثالثا لها وهو ما يقابل الإشاعة وإذاعة السر وانه حكم سياسي شرع لحفظ المذهب ولو لم يكن هناك خوف على أحد، أو مجال لجلب المودة وتوحيد الكلمة.
وقد عقد له في الوسائل بابا يخصه وأورد فيه اخبارا تدل على المقصود:
منها ما رواه محمد الخزار عن أبي عبد الله (ع) قال من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا (1).