الانسان، ونريد ببواطن الانسان: كل ما لم يبد ويظهر من الانسان كلسانه مثلا وداخل أنفه وباطن أذنيه وأمعائه، فان كل ذلك لا يكسب نجاسة بالملاقاة كبدن الحيوان تماما، فإذا وقع دم على لسانك أو وضعت لقمة نجسة أو متنجسة في فمك لا يجب عليك أن تغسل اللسان أو داخل الفم وانما يكفي إزالة تلك العين النجسة أو المتنجسة، لان باطن الانسان لا ينجس بالملاقاة.
49 - ثالثا: إذا كانت عين النجاسة لا تزال في داخل الانسان ولاقاها جسم طاهر أوصل إليها من خارج جسم الانسان فلا ينجس.
ومثال ذلك: أن يحقن الشخص بماء طاهر فيلاقي الماء النجاسة في أمعائه ثم يخرج صافيا لا يحمل معه أي شئ من النجاسة فيبقى الماء على طهارته وكذلك إذا زرق الطبيب إبرة في بدن المريض فلاقت دمه في داخل جسمه وخرجت نقية فإنها طاهرة.
50 - إذا تنجس الشئ الطاهر بعين النجس وفقا لما تقدم من حالات ثم لاقى هذا المتنجس شيئا طاهرا فهل ينجس أيضا؟
وهل تظل النجاسة تنتقل هكذا من شئ إلى آخر فيتنجس الشئ بعين النجس، وينجس هذا الشئ بدوره شيئا ثانيا بالملاقاة وينجس الثاني شيئا ثالثا كذلك وهكذا؟
والجواب ان الشئ الطاهر يتنجس إذا لاقى برطوبة عين النجس أو كان بينه وبينها واسطة واحدة فقط، وأما إذا كان بينه وبينها واسطتان فلا يتنجس ومثال ذلك: ان تمس بيدك شعر الكلب وهو مبتل ثم تضع يدك وهي مرطوبة على ثوبك، فان يدك تتنجس بعين النجس ويتنجس الثوب كذلك، لان بينه وبين عين النجس واسطة واحدة، ولكن شيئا آخر إذا لاقى الثوب برطوبة لا يتنجس به، إذ يكون بينه وبين النجس واسطتان، وهذا معنى قولنا ان المتنجس الأول ينجس وان