الظاهر جدا (1).
نعم قد ينافي التخيير قوله تعالى: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله.. (2) فإن ظاهره وجوب الحكم بما أنزل الله على نبيه الأعظم بنفسه وتعيين ذلك لا بما أنزل الله إلى الأنبياء السابقين. ولا ينافي ذلك ما ذكره بعده بقوله تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة (2) فإن الظاهر أن المراد منه: إن لكل من الأنبياء شريعة ومنهاجا ولم يجعلكم الله أمة واحدة فلهم شريعتهم ولك شريعتك فاعمل بها وليس المراد أنه جعل لكل منهم شريعة، ولك أن تعمل بشريعة غيرك فإن ذلك ليس من متفاهم الآية الكريمة بل المقصود من الشريعة الآن هو الاسلام ولا غير فهو الذي يجب اتباعه والحكم بمقتضاه، وعلى الجملة فظاهر هذه الآية الكريمة هو تعيين الحكم بمقتضى ما أنزل الله على رسوله الخاتم وعلى هذا فتنافي الآية السابقة الدالة على التخيير.
وعالج بعض العامة هذا التنافي بأن الآية السابقة منسوخة بهذه (3)