ذي الآلة بآلة ايجاده، وألفاظ العقود آلات لايجاد المعاني الانشائية بها (وتوضيح ذلك) أن السبب يطلق على موردين (الأول) الشئ الذي يكون من المقدمات الاعدادية لشئ آخر كما يقال القاء البذر سبب لصيرورته سنبلا، أي إنه من العلل المعدة للسنبل (وضابطه) هو كون ترتب المعد له على هذا المعد متوقفا على تحقق أمور خارجة عن اختيار فاعل العلة المعدة كتوقف السنبل على أمور كثيرة بعد القاء البذر من الأمور الخارجة عن قدرة الزارع (والثاني) العلة التامة للشئ الذي لا يكون بينه وبينها أمور غير اختيارية، مثل الاحراق والالقاء، فإن الالقاء علة تامة للاحراق ويكون الالقاء فعلا مباشريا والاحراق فعلا توليديا وكلاهما يستندان إلى الفاعل، لكن الالقاء يستند إليه لكونه صادرا عنه بالمباشرة وأنه متعلق إرادته أو لا وبالذات، والاحراق مستند إليه لكونه مترتبا على فعله المباشري ومقدورا له بالواسطة ومتعلق إرادته ثانيا وبالعرض، والفعل المباشري الصادر عن الفاعل إما أن لا يتوقف صدوره عنه على آلة، أو يتوقف صدوره عنه على آلة، والآلة إما تكون من أعضائه كالتكلم المتوقف على اللسان والبطش المتوقف على اليد، أو يكون أمرا خارجا كالنجر المتوقف على القدوم والمنشار، والكتابة المتوقفة على القلم فاحتياج الكتابة إلى القلم لا تخرج الكتابة عن حيز قدرة الفاعل أو لا وبالذات ولا يجعلها من الأفعال التوليدية بل هي فعل مباشري صادر عن الفاعل بالذات لكن صدوره عنه باستعانة القلم، فهو يكتب بالمباشرة لا أنه يفعل شيئا يترتب عليه الكتابة قهرا مثل فعل الالقاء المترتب عليه الاحراق.
(إذا ظهر ذلك فنقول) صدور هذه المعاني الايجادية عن الفاعل يكون بالمباشرة لكن باستعانة تلك الألفاظ في إنشائها وايجادها، فتلك الألفاظ