2 - وكذلك عبارة: " ولا يخفى أن العلامة الطبرسي (قده) يقبل بالوجه الخامس ويرتضيه بل إنه ذهب إليه في تفسيره لآيات سورة " طه " لملائمته الظهور " فإن عبارة " ملائمته للظهور " هي " للكاتب " ولم يقل الطبرسي (قده) ذلك.
3 - إن الوجه الخامس المشار إليه إنما ذكره الطبرسي (قده) في عرض الوجوه الأربعة ولا توجد دلالة أو أية إشارة أو حتى إلماحة منه إلى ارتضائه له، بل الدلالات الكثيرة تشير إلى خلاف هذا الأمر باعتراف " الكاتب " نفسه كما سيأتي.
4 - لقد جعل " الكاتب " عمدة دليله على كون الطبرسي (قده) قد اختار الوجه الخامس هو ما ذكره من الإشكال الذي طرحه الطبرسي (قده) في أنه إذا كان موسى (ع) قد أمر هارون (ع) باللحاق به فإن ذلك يعني عصيان هارون (ع) لأمر موسى (ع)، وإجابة الطبرسي (قده) على ذلك بأنه قد يجوز أمره بذلك شرط المصلحة، وأن هارون (ع) رأى الإقامة أصلح.
وكما ترى أخي القارئ فإنه استدلال عجيب، لأن الطبرسي (قده) إنما ذكر هذا الإشكال على سبيل التنزل، أي عند من يقول بظهور أمره (ع) له (ع) باللحاق به، وعند من يقول أن قوله {ألا تتبعن} يعني ألا تلحق بي.
والسؤال الرئيسي هنا هو: ما هو رأي الطبرسي (قده) في قوله: {ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن * أفعصيت أمري}؟، فإذا كان رأي الطبرسي (قده) أن معنى الاتباع هنا هو اللحاق به كان استدلال " الكاتب " في محله، أما إذا كان غير ذلك فيكون استدلاله افتراءا وتعسفا كما هو واضح..
إن الإجابة على هذا السؤال تظهر تهافت " الكاتب " وتناقضاته، لأنه ذكر بنفسه قبل صفحات قليلة رأي الشيخ الطبرسي (قده) في هذه القضية، وقد أشرنا إليه في النقطة الثانية تحت عنوان: " وأن يفضح فافتضح " حيث يقول " الكاتب ":