7 - كل ذلك " والكاتب " نفسه يعترف بأن العلماء الأعلام التفتوا إلى هذه المحاذير وإلا فما معنى قوله:
" لأن المفسرين ما ذكروا هذا الوجه إلا من أجل تأويل المواجهة الغالبة التي صدرت من موسى (ع) تجاه أخيه هارون " (1).
أليس لجوئهم إلى التأويل، على حد تعبير " الكاتب " إنما هو للتخلص من هذه المحاذير والمخاطر الناتجة عن تلك المواجهة القاسية.
ألم يتحدث الكاتب نفسه أيضا وتحت عنوان " لا داعي للتأويل ":
بأن العلامة المحقق كما فعل غيره من المفسرين، يؤولون ظواهر الآيات لاعتقادهم " بأن القول بغضب موسى (ع) على أخيه يشكل نقطة ضعف في شخصيته " (2).
فمن هم هؤلاء المفسرين الذين فعل العلامة المحقق مثلهم في تأويل الآيات خوفا من تلك المحاذير والمخاطر!!.
وبعد كل ذلك يأتي هذا الكاتب ليدعي بأنه لم يلتفت أحد إلى هذه المخاطر التي أشار إليها العلامة المحقق.
8 - و بغض النظر عن كل ما تقدم، فإن كان ثمة من لم " يتفطن " إلى هذه المخاطر والمحاذير، فتلك مشكلته، وربما تكون ناتجة عن تقصير، وربما قصور، فالمخاطر والمحاذير الثلاث التي تحدث عنها العلامة المحقق هي محور أدلة العصمة عند الشيعة الإمامية.
ولمزيد من التوضيح نذكر أولا المحاذير والمخاطر الثلاث التي تحدث عنها العلامة المحقق ونضع مقابل كل واحد منها ما يماثلها من أدلة العصمة.
الأول: يقول العلامة المحقق: " إن مخالفة هارون لموسى، الذي هو إمام هارون، إنما يعني التأسيس لتجويز مخالفة كل مأموم لإمامه وتبرير خروجه