هذا الذي ذكره العلامة المحقق، علق عليه " الكاتب " تحت عنوان: تأويل غريب!!! قائلا: " وهذا وجه لم يسبقكم إليه أحد من المفسرين، لا من القدماء، ولا من المعاصرين، بل لم يخطر على بال واحد منهم " (1) فاقرأ وأعجب!!!.
مما مر يتبين بشكل واضح، بل فاضح مدى زيف ادعاءات هذا " الكاتب " وتهويلاته، وتهكماته على العلامة المحقق، إذ كيف " قطع " و " جزم " بأن رأي العلامة المحقق هو مما لم يسبقه إليه أحد من المفسرين قاطبة لا من القدماء ولا من المعاصرين على حد تعبيره. مع أن كلام الشيرازي بين يديه صريح وواضح بأن من أهداف هذه الحادثة: " أن يثبت للجميع براءة هارون (ع)... حتى لا يتهموه فيما بعد بالتهاون في أداء رسالته " (2).
فهل نقول أنه ليس عنده تفسير الأمثل؟! كيف وقد نقل عنه تلك النصوص التي: " قطعها تقطيعا ومزقها تمزيقا، فلم يعد في البين سياق ولا ظهور " كما يحلو له أن يعبر.
أم نقول: إن " الكاتب " يحمل الكتاب بين يديه، ولكنه قاصر عن فهم معانيه؟ كيف وهو الذي يدعي المعرفة باتجاهات التفسير، ومناهجه ويتهم الآخرين بعلمهم!!.
أم نقول: أن الكتاب لديه ونصوصه بين يديه، لكنه لم يلتفت إلى هذا النص؟! كيف وهو يقفز فوق سطوره قفزا!!
إذن لا محيص عن القول: إنه الدهاء والفجور وإن لم تستح فافعل ما شئت.
وإن ما ذكره هؤلاء الأعلام ليس بتأويل غريب.. إلا عند القاصرين.