" في تفسيره لقوله: {قال يا هارون ما منعك إذا رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري} يقول العلامة الطبرسي: {أفعصيت أمري} فيما أمرتك، يريد قوله: {أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}، فلما أقام معهم ولم يبالغ في منعهم نسبه إلى عصيانه " (1).
أي لم يبالغ في منعهم عبر شدة الزجر لهم.
وينقل " الكاتب " أيضا عن الطبرسي (قده) قوله في " جوامع الجامع " حول قول هارون (ع): {إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل}: " إني لو قاتلت بعضهم ببعض لتفرقوا وتفانوا " (2).
وليس هذا وحسب، فإن الطبرسي (قده) نفسه يصرح بعد الإشكال الذي طرحه، والذي تحدث عنه " الكاتب " أيضا بقوله: " يجوز أن يكون لم يأمره بذلك (أي باللحاق به) وإنما أمره بمجاهدتهم وزجرهم عن القبيح " (3).
أضف إلى ذلك أن الطبرسي (قده) قد تبنى الوجه القائل بأن موسى (قده) بأخذه رأس أخيه يجره إليه قد أجرى أخاه مجرى نفسه، وقد أشرنا إلى أن هذا الفعل هو إكرام من موسى (ع) لهارون (ع) كما صرح بذلك المرتضى (قده) والطوسي (قده) قبله، وهذا الرأي هو الرأي الأول والوجه الأول من الوجوه التي ذكرها الطبرسي (قده) (4).
وما دام كتاب (جوامع الجامع) للطبرسي هو خلاصة آرائه كما ذكر ذلك " الكاتب " نفسه فيما أشرنا إليه سابقا (5) فإن الطبرسي (قده) يتحدث فيه عن هذا الوجه وحسب، حيث قال في النص الذي نقله " الكاتب " أيضا: