مقسم به بالعطف على قوله: {ولقد همت به} ثم يضيف (قده) دليلا آخر وهو قوله تعالى: {لنصرف عنه السوء والفحشاء} حيث أخذ السوء والفحشاء مصروفين عنه لا هو مصروفا عنهما.
واعتبر (قده) العدول عن التعبير بأنه (ع) مصروف عنها لما فيه " من الدلالة على أنه كان فيه ما يقتضي اقترافهما المحوج إلى صرفه عن ذلك، وهو ينافي شهادته تعالى: بأنه من عباده المخلصين " (1).
وعليه، فلما كان التعبير بأن يوسف (ع) هو الذي صرف عن السوء والفحشاء فيه دلالة على أنه كان فيه (ع) ما يقتضي اقترافهما المحوج إلى صرفه عنه، عدل عنه إلى قوله: {لنصرف عنه السوء والفحشاء} ليفيد أنه لا توجد لدى يوسف أي ميول نحو هذا الأمر ليحتاج إلى أن يصرف عنه.
4 - إذا اتضح هذا الأمر، اتضح معه ما اقترفته يد " الكاتب " وقلمه " الشريف " في رأي العلامة الطباطبائي، عندما راح يقول بأنه:
" من الخطأ الشائع في بعض الأوساط أن العلامة الطباطبائي يعارض اتجاه " الميل الطبعي " ولا يقبله لأنه مضر بالعصمة " (2).
نعم، إن " الكاتب " يعتبر هذا الأمر بمثابة " إشاعة " (3) كل ذلك من أجل حشد أكبر عدد ممكن من المؤيدين والأنصار لصاحب " من وحي القرآن ". وإن قلت له إن لهؤلاء الأعلام قداسة وحرمة لا ينبغي أن تهتك، فإننا نتوقع أن يقول لك: وإن، فإن طالبته بأن معنى " وإن ": أن لا مانع من هتك حرمة هؤلاء