الجواب لكلمة لولا، فتدل على أنه لم يقع منه (ع) شيء من ذلك.
3 - قد يقول " الكاتب " إن هذا مدفوع بما ذكره، من قول الشريف المرتضى (قده) حول تفسيره لقوله تعالى {وما أبرئ نفسي} بأنه: " إنما أراد يوسف (ع) الدعاء، والمنازعة، والشهوة، ولم يرد العزم على المعصية، وهو لا يبرئ نفسه مما لا تعرى منه طباع البشر " فإن كلامه هذا (قده) يؤكد أنه يثبت وقوع " الميل الطبعي " من يوسف (ع) ولا ينفيه، فهو لا يبرئ نفسه منه.
ونجيب " الكاتب " بأن هذا الإشكال صحيح عند من جوز الافتراء على الشريف المرتضى (قدس سره) وعمد إلى تحريف كلامه، أما عند غيرهم فهو كلام سخيف و " ساذج " وذلك لأن:
أ - ما نقله " الكاتب " من أن الشريف المرتضى يرتضي التفسير القائل: " أما همها، فكان أخبث الهم، وأما همه فما طبع عليه الرجال من شهوة النساء " (1).
لم يكن أمينا في نقله، لأن هذا القول إنما نقله الشريف المرتضى (قده) عن الحسن البصري، فهو القائل بهذا التأويل لا الشريف المرتضى (قده)، وإليه يرجع القول بأن من وجوه الهم الشهوة وميل الطبع وأن استعمال الهم مكان الشهوة ظاهر في اللغة (2).
وعليه، فعبارة الشريف المرتضى المتعلقة بالمعنى اللغوي للهم وأنه ميل الطبع هي بأكملها للحسن البصري، ولا يخفى أن نقل قول من الأقوال لا يعني الالتزام به وارتضاؤه.
ب - وأما رأيه (قده) في تفسير قوله تعالى: {وما أبرئ نفسي} فإن ما ذكره " الكاتب " ليس رأي الشريف المرتضى (قده) وإنما هو رأي من حمل الآية على أنها من كلام يوسف (ع)، والشريف المرتضى لا يتبنى هذا الرأي وإنما