1 - اعترف " الكاتب " بأن الاتجاه الذي تبناه الطباطبائي (قده) في ميزانه هو: " أن يوسف (ع) لم يهم إليها أصلا، وإن اختلف عن الأعلام الذين تبنوه لأنه يعتبر أن قوله: {وهم بها} ليست جزاء ل " لولا " متقدما، بل " هو مقسم به بالعطف على قوله: {ولقد همت به} وهو في معنى الجزاء استغنى به عن معنى الشرط.. " (1) .
2 - إن العلامة الطباطبائي (قده) يفسر الهم بمعنى: أوشك، أو كاد، أو مال. ويستدل عليه بما قيل من أن " الهم ": " لا يستعمل إلا فيما كان مقرونا بالمانع كقوله تعالى: {وهموا بما لم ينالوا} وقوله: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} وقول صخر:
أهم بأمر الحزم لا أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان ومن هنا يعتبر الطباطبائي (قده) أن يوسف (ع) " لولا ما رآه من البرهان لكان الواقع هو الهم، والاقتراب دون الإرتكاب والإقتراف ".
وعليه فإن يوسف (ع)، وفق رأي صاحب " الميزان "، منزه حتى عن الاقتراب والميل، لأن رؤية البرهان حالت دون " الهم " ومن هنا يستظهر صاحب " الميزان ": " أن الأنسب أن يكون المراد بالسوء هو الهم بها والميل إليها كما أن المراد بالفحشاء، اقتراف الفاحشة وهي الزنا فهو (ع) لم يفعل ولم يكد، ولولا ما أراه الله من البرهان لهم وكاد أن يفعل ".
وكلاهما: أي السوء (الهم بها والميل إليها) والفحشاء (الإقتراف) مصروفان عنه لا هو مصروف عنهما " (2).
3 - ومن كل ما تقدم يخرج الطباطبائي بنتيجة مفادها: أن يوسف (ع) لم يحصل في نفسه شيء: لا الميل، ولا الخطور في البال، ولا المشارفة، ويستدل (قده) على ذلك بما تقدم، من كون {وهم بها} ليس جزاء، بل هو