ولهذا قال الطبرسي (قده) في معنى قوله تعالى {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} أي " لا تسألني عن شيء أفعله مما تنكره ولا تعلم باطنه ".
وعليه: يكون قوله: " مما تنكره " أي مما لا تعرفه أو تراه غريبا ولا تعلم حقيقته..
فإذا اتضح ذلك، اتضحت صوابية قول العلامة المحقق أيده الله بأن موسى (ع):
" لم يكن قد عاهد الخضر (ع) على السكوت على ما يراه مخالفا لأحكام الشريعة " (1).
وكلامه هذا أعزه الله تعبير بطريقة أخرى عن قول العلماء الأعلام بأنه (ع) قيد وعده بالمشيئة.
ومن هنا يغدو اصرار " الكاتب " على أن موسى (ع) إنما وعد الخضر بالسكوت على خصوص ما كان مخالفا للشريعة (2)، إتهاما خطيرا لنبي الله موسى (ع) لم يسبقه إليه أحد سوى صاحبه الذي يدافع عنه، فهو إصرار على اتهامه (ع) " بنكث العهد " على حد تعبيره وبالكذب والعياذ بالله.
بعدما مر نسأل " الكاتب ":
هل هذا مما يكاد يجمع عليه المفسرون الشيعة؟! فإن هذا القول يجعل من تقييد الوعد بالمشيئة لا فائدة منه؟!.
ه - أما استغراب " الكاتب " قول العلامة المحقق: " وحين أكد له الخضر (ع) بصورة ضمنية على أن عمله ليس فيه مخالفة للحكم الشرعي، وأنه سيعرف باطن الأمر في الوقت المناسب، قبل منه ذلك، فلما تكرر منه ما ظاهره