ويضيف قائلا: " فإذا كان موسى (ع) قد قبل شرط العبد الصالح بالسكوت على ما فيه مخالفة ظاهرية للحكم الشرعي، وأنه سيعرف باطن الأمر في الوقت المناسب، أليس هذا وعدا بالسكوت على ما يراه مخالفا لأحكام الشريعة " (1).
ثم يختم بقوله: " وبذلك يظهر جليا أن الذي يجب أن يصبر عليه موسى (ع) ويسكت، هو الأعمال التي تكون في ظاهرها منكرة، ومخالفة لأحكام الشريعة.. " (2).
وهذه الدعوى فيها مع أدلتها وبراهينها خلط واضح لا يخفى على متأمل، ولتوضيح ذلك نقول:
أ - إن قول الخضر (ع) (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) ليس فيه إشارة واضحة إلى أن المقصود هو الأمور التي فيها مخالفة شرعية ظاهرية ولا الأعم منها ومن الواقعية، فضلا عن أن يكون المقصود بها، كما ادعى " الكاتب "، هو خصوص هذه الأمور المخالفة للشريعة..
إن معنى الآية واضح، ولا ينبغي إضافة أمور لا تحتملها الآية أو استظهار مفاهيم لا تحملها ولا ظهور لها فيها.. وهذا المعنى واضح عبر عنه الطوسي (قده) بقوله:
" كيف تصبر على ما لم تعلم من بواطن الأمور ولا تخبرها " (2).
فقول الخضر (ع) لموسى (ع) لن تصبر ليس فيه دلالة على أن هذه الأمور التي لا يعلم باطنها هي بالضرورة مخالفة ظاهرا للشريعة، فإن أقصى ما يمكن أن تدل عليه، وهو أقصى حد مقبول من " الكاتب " هو قوله: أنه (ع)