ج - إن القول المقبول والمعقول، المنسجم مع ظواهر الآيات، والمطابق للأدلة العقلية والنقلية الناهضة بعصمتهم عليهم السلام، والمدعم بالشواهد التاريخية والفقهية، والاعتقادية: أن " الآية " لا ربط لها بعلم الأنبياء والأئمة عليهم السلام " وإنما هي ترتبط بموضوع تنجيز التكليف فيما يرتبط بالمعذرية أمام الله سبحانه لكي يكون العمل على حجة ظاهرة " وأن موسى (ع): " كان تكليفه الإلهي الالتزام بالحكم الشرعي " (1) كما أشار إلى ذلك العلامة المحقق أيده الله وهذه الإجابة ترفع كل الإشكالات التي وردت على ما سبق من إجابات..
وقد يسأل الكاتب، وله الحق بذلك، فإن نصف العلم السؤال:
1 - قد ذكرتم في البداية أنه يظهر من هذه الآيات ظهورا لا شك فيه أن أساس شعار الرحلة هو العلم والتعلم، وأن موسى (ع) إنما استأذن العبد الصالح باتباعه على أن يعلمه مما علم رشدا.. فكيف يستقيم ذلك مع الادعاء بأن لا ربط لهذه الآية بعلم الأنبياء؟.
ونقول: إن هذا الإشكال ناشئ عن اشتباه، سرعان ما يرتفع عند التأمل. حيث إن العلامة المحقق لم يقل كما أوحى " الكاتب " بأن " لا ربط للآية بموضوع علم الأنبياء أصلا " (2).
أعني أن العلامة المحقق لم يذكر كلمة: " أصلا " في كلامه فإذا كان " الكاتب " قد فهم من كلامه ذلك، فذلك يعود - ربما - لقصور فهمه وما كان ينبغي له أن يضيف على كلام غيره شيئا من عنده خاصة ما لم يفهمه.
فإن العلامة المحقق لم ينكر أن يكون " للقصة " ارتباط بموضوع العلم والتعليم، وإنما الذي ينكره هو أن يكون لخصوص " هذه الآية " ربط بعلم الأنبياء والأئمة عليهم السلام، ولذلك لم يقل: لا ربط لهذه القصة، أو الرحلة، وما شابه