أي كون القصة أساسا تستهدف موضوع تنجز التكليف، فإن ذلك من شأنه أن يشير إلى أن جعل شعار الرحلة هو العلم والتعليم مع شخصية كالخضر (ع) يمثل تحديا حقيقيا لموسى (ع) ولمدى إظهاره لتلك الحساسية، وبالتالي يكون الامتحان لموسى (ع) أبلغ وأشد والله أعلم.
ولكن ذلك يحتاج إلى إثبات أن الرحلة لم يكن يقصد منها سوى هذا الامتحان، وهذا مما لا دليل عليه.
وإذا ما استطاع أحد أن يثبت بأن هذه الرحلة إنما كانت تستهدف الامتحان لموسى (ع) في مدى إظهار حساسيته تجاه المخالفة الظاهرية، فإن عدم علمه بحقيقة أفعال الخضر (ع) وبواطنها وحجب الله لها عنه (ع)، يصبح ضروريا، لأنه يرتبط بأصول وأسس الإجراءات الشكلية لهذا النوع من الإختبارات.
وما دام لا يوجد دليل بين أيدينا على الأقل على كون القصة تستهدف هذا الأمر وحسب، فليكن عندئذ موضوع الامتحان من جملة الأمور التي تستهدفها القصة. وإن الآية تريد أن تلحظ هذه الخصوصية، خاصة وأن القرآن حافل بشواهد كثيرة أراد الله سبحانه وتعالى بذكرها لنا أن يظهر سر اصطفائه لهم واتيانهم الحكمة والنبوة دون غيرهم..
3 - ليس المقصود من قول العبد الصالح: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} عدم قدرة موسى (ع) على تحمل هذا العلم، بل يراد عدم قدرته على تحمل آثاره ومقتضياته لمخالفته لما هو مكلف ومأمور به، أعني الحكم بحسب ظواهر الأمور..
وهذا ما تشير إليه رواية القمي (قده) التي ذكرها " الكاتب " (1) عن الإمام الرضا (ع) والتي جاء فيها: ".. قال من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران. قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال: نعم. قال: فما