" حضرت أمير المؤمنين (ع)، وقد وجه أبا موسى الأشعري، وقال له: أحكم بكتاب الله، ولا تجاوزه، فلما أدبر قال: كأني به وقد خدع.
قلت: يا أمير المؤمنين، فلم توجهه وأنت تعلم أنه مخدوع؟.
فقال (ع): يا بني لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتج عليهم بالرسل " (1).
5 - ولا يخرج عن هذا الإطار ما يرويه لنا التاريخ عن مواجهة الإمام علي (ع) لعمر بن الخطاب الذي حاول أن ينتزع اعترافا من الصحابة أو بعضهم بأن له أن يعمل بعلمه..
فقد جاء عن أم كلثوم ابنة أبي بكر أن عمر بن الخطاب: " كان يعس في المدينة ذات ليلة فرأى رجلا وامرأة على فاحشة، فلما أصبح قال للناس: أرأيتم أن إماما رأى رجلا وامرأة على فاحشة فأقام عليهما الحد، ما كنتم فاعلين؟.
قالوا: إنما أنت إمام، فقال علي بن أبي طالب: ليس ذلك لك، إذن يقام عليك الحد، إن الله لم يأمن على هذا الأمر أقل من أربعة شهداء.
ثم تركهم ما شاء الله أن يتركهم، ثم سألهم، فقال القوم: مثل مقالتهم الأولى، وقال علي: مثل مقالته الأولى " (2).
6 - وعند التأمل، فإننا نجد أن ما جرى في أمر القوم من وضع يدهم على فدك، ومواجهة الزهراء (ع) لهم لا يخرج عن هذا الإطار أيضا.
فإنهم لم يأخذوا فدكا طمعا بها من ناحية مالية، ولا هي طالبت بها لأجل ذلك أيضا، وإن كانت ملكا لها، ومن حقها أن تطالب بها من خصوص