هو هذا لا غير " (1) لأن من شروط وخصوصيات المراتب الطولية للتفسير، أن التفسير الأعمق (البطن) ينبغي أن لا يتعارض ولا يتناقض مع التفسير الأقل عمقا وإنما يستوعبه ويشمله.
ومن هنا يمكن الجزم بهذا المعنى من المعاني للآية دون أن يعارض ذلك وجود معاني أخرى، بل يمكن الجزم بعدة معاني للآية دون أن يكون بينهما تعارض وتنافر وهو معنى قول العلامة الطباطبائي (قده) الذي مر ذكره في تعليقه على رواية الإمام الرضا (ع) المتعلقة بإبراهيم (ع) حيث قال (قده): إنه وجه من الوجوه ولا ينافي صحة غيره.
من هنا تبدو الاحتمالية في التفسير ضرورية في مراتبها الطولية، أما في المراتب العرضية فينبغي التوقف والحذر حيث لا يصح احتمال معنيين متعارضين متنافرين.
وعليه فإن من يقول بأن المراد بالنسيان هو الترك لا يستقيم قوله هذا مع القول بأن المراد به هو الغفلة.
أضف إلى ذلك، أن الآيات المتعلقة بالحوادث التي وقعت أو المتعلقة بتنزيه الأنبياء عن القبائح، وكل ما يؤدي إلى نسبة الجهل والنقائص إليهم، مما لا بد من الجزم والقطع بعدم صحة ما قد يفهمه بعضهم منها واستبعاده وتوهينه، إذ الأدلة العقلية حاكمة على الظهورات اللفظية على حد تعبير الشيخ الطوسي (قدس سره).
2 - إن كان من شروط التفسير هو " الاحتمالية " في كل الآيات القرآنية، فإن من اليسير على كل أحد أن يعمد إلى الخوض في التفسير، إذ يكفي في ذلك أن يأتي على كل آية ثم يقول يحتمل في معنى الآية هذا الرأي أو ذاك أو ذلك وهكذا.. وهذا منهج " بديع " قد أتى به " الكاتب " لم يسبقه إليه أحد لا من الأولين ولا من الآخرين.