ولهذه الأسباب التي لا تخفى على باحث متأمل، وبسبب الجدالات الحادة التي كانت تقع في مختلف المجالات الكلامية، وما ينتج عنها من اتهامات بالتكفير والغلو وغيره انصب اهتمام علمائنا الأبرار على محاولات إبعاد تلك المآسي بالتقية تارة واستعراض الآراء المختلفة في القضايا الاعتقادية أخرى، وبالتلميح إلى الرأي المعتبر عند الإمامية دون التصريح ثالثة إلى غير ذلك من أساليب اقتضتها تلك الأوضاع والظروف. ومن هنا صرح العديد من العلماء بأنه ينبغي حمل بعض ما جاء في كتب علمائنا على التقية، كما ينبغي التأمل في كتب الأقدمين لاستظهار الرأي الصحيح من الفاسد.
وفي هذا السياق يمكن لنا أن نفهم ما يذكره علماؤنا في كتبهم المختلفة، كذكر الطوسي في تفسيره التبيان رأي الحسن البصري أو قتادة أو مجاهد وغيرهم..
ولا يخرج ما ذكره السيد المرتضى (قده) عن هذا السياق.. والمراجع للسؤال الذي أورده حول هذا المبحث سيجد ما نصه:
".. وما معنى قوله: لا تؤاخذني بما نسيت وعندكم أن النسيان لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام " (1).
حيث أجاب السيد المرتضى (قده):
" وأما قوله: (ولا تؤاخذني بما نسيت) فقد ذكر فيه وجوه ثلاثة: أحدها: أنه أراد النسيان المعروف، وليس ذلك بعجب مع قصر المدة، فإن الإنسان قد ينسى ما قرب زمانه لما يعرض له من شغل القلب وغير ذلك.