ثم ختم " الكاتب " بالقول: " الرأي الذي اخترتموه (يقصد العلامة المحقق) والذي يذهب إلى أن إبراهيم (ع) في قوله: {هذا ربي} كان في مقام الاستنكار والاستهزاء، يعد من أضعف الآراء، في المسألة، ولا ينسجم مع ظواهر الآيات والسياق، ولهذا ذكره الأعلام في آخر ما ذكروه من وجوه محتملة ". (1) وقد بينا تعسف قول " الكاتب " بأن ما أتى به (السيد) فضل الله، لم يكن بدعا من القول، وأنه قد سبقه إليه أعلام المذهب، وسيأتي المزيد فانتظر.
ولكن ما يعنينا مما مر هو قوله عن الرأي الذي اختاره العلامة المحقق القائل بأن إبراهيم (ع) في قوله {هذا ربي} كان في مقام الاستنكار والاستهزاء، يعد من أضعف الآراء في المسألة ولا ينسجم مع ظواهر الآيات والسياق، ولهذا ذكره الأعلام في آخر ما ذكروه من وجوه محتملة!!.
وكذلك دعواه أن روايات أهل البيت (ع) إنما دلت على الاتجاه القائل بأن ذلك كان في زمان مهلة النظر الذي استوجهه " السيد " وإن لم يختره.
فنسجل على ذلك الملاحظات التالية:
1 - قد تقدم أن العلامة المحقق إنما اختار مقولة " الإحتجاج " و الاستنكار والاستهزاء،. ومن الواضح إمكانية الجمع بين هاتين المقولتين إذ لا تنافر بينهما، لذلك قال صاحب " من وحي القرآن " في حديثه عن اتجاه المحاكاة الاستعراضية، أن ذلك كان منه (ع) لإظهار سخافة ما يعتقده قومه. ولا يخفى أن إظهار سخافة هذه المعتقدات هي نوع من أنواع الاستنكار والاستهزاء الذي يساق في إطار المحاججة (2).