القرآن عن حياته.. فنحن لم نلمح - في غير هذه الآية - حالة تأثر بالجو المحيط به.. " (1).
ومن الواضح أن تردد صاحب " من وحي القرآن " في موقفه من أقربية هذا الاتجاه الذي تجلى بكلمة " ربما " يعود لكون هذا التقريب " مستوحى " من " شخصية إبراهيم فيما حدثنا القرآن عن حياته " وليس مستوحى من هذه الآية، لأن هذه الآية " لمح " منها صاحب " من وحي القرآن ": " حالة تأثر بالجو المحيط به " على عكس غيرها من الآيات.
وبذلك يتضح التدليس الذي مارسه " الكاتب " عندما جعل من الشاهد الذي يفيد " التردد " في الميل إلى أقربية هذا الاتجاه دليلا وشاهدا على " وضوح " ميل صاحبه إليه.
3 - إذا اتضح ذلك، اتضح معه أيضا ضعف الشاهد الثاني الذي قدمه " الكاتب " كشاهد زور بعد أن تلاعب بالنص، وحمله على نقيض ما أراده صاحبه منه!!.
فقد ذكر، أن صاحب " من وحي القرآن "، في حديثه عن أقربية اتجاه أن يكون إبراهيم (ع) في إطار محاججة قومه، تحدث عن أن " قصة إبراهيم مع الكوكب والقمر والشمس جاءت بعد الآية المباركة التي تحدثت عن إراءة الله عز وجل لإبراهيم ملكوت السماوات والأرض " (2).
ثم قال الكاتب بعد ذلك: " وعلى ضوء هذا السياق يقول " السيد: " إن الرؤية التي حدثنا الله عنها لملكوت السماوات والأرض.. لا بد أن تكون الرؤية الوجدانية الواعية التي تحاول أن تثير التفكير من خلالها وليست الرؤية البصرية الساذجة.. وربما كانت كلمة (وليكون من الموقنين) ليس حديثا عما سيؤول إليه أمره في المستقبل.. ليكون قوله (فلما جن عليه الليل..) تفصيلا لكيفية استدلال إبراهيم (ع) بهذه المخلوقات (الكوكب والقمر والشمس)