الصارخة فقد كان يعيش في وهم كبير.. فقد أفل الكوكب.. ولكن الإله لا يأفل.. واهتزت قناعاته من جديد.. " (1).
وقال العلامة ناصر مكارم الشيرازي: " فعندما غطى ستار الليل المظلم العالم كله، ظهر أمام بصره كوكب لامع، فنادى إبراهيم هذا ربي، ولكنه إذ رآه يغرب، قال: لا أحب الذين يغربون ". (2) فنسأل " الكاتب ": أي تشابه هذا الذي يدعيه بين هذين القولين؟ فهل تحدث العلامة الشيرازي عن صرخة إبراهيم " الساذج "؟ أم عن إقباله على الكوكب في خشوع العابد ولهفة المسحور واندفاعة الإيمان؟! أم عن ترديده لكلمة هذا ربي في سره كثيرا؟!! أم عن الحقيقة التي اكتشفها، وهي ربوبية الكوكب، ليؤكدها في ذاتها بعيدا عن حالات الشك والريب؟ أم عن الوهم الكبير الذي كان يعيشه إبراهيم عليه السلام؟.
وهل لآية {هذا ربي} كل هذه الدلالات وكل هذه " الظهورات الأولية "؟!! الأمر الذي لا يشك به " الكاتب " الذي نقلنا عنه قبل قليل قوله إن: ".. الظهور يدل على أن إبراهيم كان في مقام الإستدلال وأنه يبحث عن الرب المدبر للأمر ". وأن ذلك ما صرح به العلامة الطباطبائي؟!! فهل تستقيم هذه الدعوى مع المعاني التي تدل عليها عبارات صاحبه الذي يدافع عنه؟! أعني هل كلام صاحبه المتقدم ذكره يفيد أنه (ع) كان في مقام الإستدلال، وأنه كان يبحث عن الرب المدبر، وهل من يبحث عن الرب يقبل على ما افترضه ربا في خشوع العابد وفي لهفة المسحور وغير ذلك من عبارات؟!!
ثم ما معنى قول صاحب " من وحي القرآن ": " لقد ضاع الإله في الأجواء الأولى للصباح.. "؟!!.