فليتأمل القارئ في قوله: " في حواره المتحرك في طريق الإيمان " وليقارنه مع قوله في كتاب " من وحي القرآن ": " هل هي الرحلة الأولى في طريق الإيمان.. " (1).
على أن ثمة نصا آخر، عمد الكاتب إلى تقطيعه، والقفز عن بعض فقراته؛ ليثبت ادعاءه بتقريب صاحبه لإتجاه محاججة إبراهيم (ع) لقومه. مع أن النص الذي تجاهله وقفز عنه، صريح في دلالته، على عكس ما يدعيه الكاتب. إذ يقول (السيد) فضل الله، تحت عنوان: " عود إلى ما سبق " ما نصه:
" وقد تقدم الحديث عن إبراهيم في قصة الحوار في مواقف ثلاثة.. حواره الذاتي مع نفسه في رحلته الفكرية إلى الله، وحواره مع ربه في الانفتاح على الطرق التي تجعل الإيمان نابعا من واقع الحس كما هو منطلق من واقع الفكر.. وحواره مع قومه، عندما قام بتكسير الأصنام ليجعل ذلك فاتحة حوار معهم.. " (2).
مما مر يتضح للقارئ وجه المقارنة بين ما سبق من قوله عن الحوار الذاتي في طريق الإيمان وبين ما ذكره هنا وهو قوله: " حواره الذاتي مع نفسه في رحلته الفكرية إلى الله.. ".
وبعد كل ما تقدم، مما أتحفنا به " الكاتب ".. نجد لزاما علينا أن نستجيب لرجائه بأن لا يفهم من كتابه هذا أنه " دفاع عن (السيد) الشخص " (3).
نعم، لا بد من تصديقه لا سيما أن دلائل كذبه لم تظهر بعد كما لم يظهر إختلاف قوله وعمله فهو لا يدافع عن (السيد) الشخص، ولعل الأيام كفيلة بأن تكشف لنا عما يدافع؟!!