المقولة الثالثة والتي لم يقلها (السيد) لقد قالها المفسرون الشيعة منذ قرون.. وقالها أخيرا وليس آخرا العلامة الطباطبائي ما عدا المقولة الثالثة والتي لم يقلها (السيد) إطلاقا بل رفضها رفضا قاطعا في كتابه (من وحي القرآن) وصرح على النقيض منها تماما.. " (1).
والملفت أنه ينكر نسبة المقولة الثالثة لصاحبه (وهي أن يونس (ع) قد تهرب من مسؤولياته) وبكل جرأة رغم كونها مدونة في كتب صاحبه.
ومهما يكن من أمر فقد تركز اعتراض " الكاتب " على أن صاحب " من وحي القرآن " كان قد صرح وفي نفس السياق أن فعل يونس (ع): " قد لا يكون.. تهربا من المسؤولية وحبا للراحة.. " (2).
ويلاحظ عليه:
1 - إن " الكاتب " قد حذف من النص فقرة اختصرها بقوله: " ثم يقول " (3) الأمر الذي لا يدعو للعجب لا سيما إذا علمت السبب، والفقرة المحذوفة هي التالية " وفي هذا الجو كان خروجه السريع بسرعة انفعالية في اتخاذ القرار.. " (4) مما يعني أن نبي الله يونس (ع) قد اتخذ قرارا انفعاليا كاد أن يكون ضحيته مائة ألف أو يزيدون؟!!.
2 - إن قول صاحب هذا النص " وقد لا يكون ذلك تهربا من المسؤولية.. " لم يكن على سبيل الجزم، بل على سبيل الاحتمال!! إذ أن كلمة " قد " تفيد الاحتمال الذي يقابله احتمال أن يكون قد تهرب.. وهذا الاحتمال حتى لو كان ضعيفا جدا، لكنه ينافي الإعتقاد بالعصمة المستلزم لنفي أمثال هذه الاحتمالات