ألم يقل الطوسي والطبرسي والفيض والمشهدي (رحمهم الله) وكل من افترى عليهم " الكاتب " من المفسرين أنه إنما فر من قومه؟ فهل قومه هم مولاه أم أنهم ربه، فأبق منهم؟!!
ألا يعلم " الكاتب " أن العبد إنما يوصف بالآبق إذا كان يتعمد مخالفة مولاه؟! وهو لا يعقل في حق نبي الله تعالى.
وقد قال الرازي في تفسيره الكبير: " قال بعضهم: أنه أبق من الله تعالى وهذا بعيد لأن ذلك لا يقال إلا فيمن يتعمد مخالفة ربه " (1).
فهذا قول الرازي وحاله معلوم - من حيث يجوز على الأنبياء صدور الصغائر - فكيف بأصحاب المذهب الملتزم بالقول بالعصمة؟!!.
وليخبرنا " الكاتب " عن مغزى قوله: ".. ويعني ذلك أنه هرب من دون مبرر.. ومن دون عذر.. ولهذا فهو متمرد في ذهابه وفراره " (2).
كيف.. وهو إنما يترك أرضا سينزل عليها عذاب الاستئصال.. وهل يصح بقاؤه بينهم، وهو يعلم ان العذاب نازل عليهم.
وما الذي يريد أن يثبته ويستدل عليه؟!! ولأجل ماذا؟! ولمن؟!.
وكيف يصح من هذا " الكاتب " أن يصف نبيا من أنبياء الله بالتمرد وكأنه يصف فرعون أم نمرود. وهل التمرد إلا المعصية والتحدي له تعالى.
فلينظر هذا " الكاتب " بما هو فيه، فإن ما ينسبه للأنبياء لا يرضى أحط الناس بأن يتصف به أو ينسب إليه!!!!.
وهل هذا ما قاله الطوسي والطبرسي والطباطبائي وغيرهم من الأعلام؟!!. وهل نسبة ذلك إليهم إلا محض افتراء؟!. وهل هذا مما يكاد