التي لا تليق بساحة قدس الأنبياء (ع). ولنلتفت لقوله المتفرع عنه: " فربما كان الجو يتحرك في حالة شديدة من الحيرة، والغم، والحزن.. " (1) 3 - إن جميع النصوص التي قدمها " الكاتب " وردت في سياق مناقشة احتمالات تفسير الآيات، بينما النص محل الإشكال الذي قدمه العلامة المحقق يمثل خاتمة البحث وخلاصة رأي " صاحب التفسير " ومن هنا قال في ختام بحثه حول الآية: " وهكذا نستوحي من هذه القصة الخاطفة أن الله قد يبتلي الدعاة المؤمنين من عباده ورسله، فيما يمكن أن يكونوا قد قصروا فيه أو تهربوا منه من مسؤوليات.. " (2).
إذن هو يستوحي من هذه القصة ذلك، وتعبيره: " بالاستيحاء " واضح المعنى والدلالة بأن ذلك ما استظهره من هذه القصة. وهو التعبير الذي لا يخفى دلالته على كل من قرأ كتبه وسمع حديثه.
والأنكى من ذلك أنه لم يكتف باحتمال تهرب نبي الله يونس (ع) من المسؤولية بل ردد بينه وبين التقصير!! فكيف يقول بالعصمة على كل المستويات ثم ينسب التقصير إلى نبي الله (3).
فنبي الله يونس (ع) وفق " استيحاء " صاحب " من وحي القرآن " إما قصر في مسؤولياته أو تهرب منها!! فانتق منهما ما شئت.
والأطرف من ذلك أن هذا " المستوحي " عمم المسألة وخرج بقاعدة كلية مفادها: " أن الله يبتلي الرسل فيما يمكن أن يكونوا قد قصروا فيه أو تهربوا منه من مسؤوليات "!!.