5 - لاحظ قوله أيضا: " ألام الرجل أتى ما لا يلام عليه ".
6 - وإذا أضفنا تعريف صاحب محيط المحيط وأقرب الموارد لكلمة " ألام " إلى ما قاله صاحب المصباح المنير وغيره وهو قوله: " ألامه " بالألف لغة فهو (ملام) والفاعل (مليم) (وهي تعني أن المليم هو الذي يلوم غيره، أما من وقع عليه اللوم لإتيانه ما يستحق عليه اللوم فهو الملام).
و (ألام) الرجل (إلامة) فعل ما يستحق عليه اللوم " (1).
إذا ما لاحظنا ذلك فلا أقل من القول أن كلمة (ألام) هي لفظ مشترك، ومع غياب القرينة اللفظية التي تحسم المعنى المقصود فلا بد لنا البحث عن القرينة العقلية وعصمتهم عليهم السلام كافية في ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
هذا إن لم يكن ثمة اشتباه في بعض المعاجم بين " مليم " (بالضم) " ومليم " (بالفتح) فإنه من غير المستبعد أن يكون ثمة أخطاء في تحريك الكلمات وهو ما سنقدم بعض النماذج عنه فيما سيأتي.
وعلى أي حال: فإنه على أقل التقادير فإن في المسألة أقوالا ومنها: أن مليم (بالضم) تفيد معنى لام غيره فهو مليم (بالضم) أي أتى ما لا يلام عليه، وذاك مليم (بالفتح).
وما يقوي هذا الاحتمال قول صاحب تاج العروس:
".. وقوله تعالى {فالتقمه الحوت وهو مليم}، قال بعضهم: المليم هنا بمعنى ملوم ونقله الفراء عن العرب أيضا ".
إذن ذهب بعضهم إلى أن " مليم " بمعنى ملوم، وهو تصريح بوجود إختلاف في هذا الأمر. بل لاحظ قوله: " المليم هنا بمعنى ملوم " وهو كلام يفيد