وإن شئت عوضت في الجمع وفي التصغير. فإن كان في الاسم الذي هو على خمسة أحرف حرف واحد زائد، كان بالحذف أولى، مثل: مدحرج وجحنفل فقلت: دحيرج وجحيفل، والجمع دحارج وجحافل، وإن شئت عوضت في الجمع والتصغير، كل ذلك قول الأصمعي نقله الصاغاني وصاحب اللسان.
* ومما يستدرك عليه:
الفرزدق: الفتوت الذي يفت من الخبز تشربه النساء، نقله الأصمعي.
والفرزدق: قرية بمصر بالقرب... (1).
[فرسق]: الفرسق بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: لغة في الفرسك بالكاف بمعنى الخوخ.
قال شيخنا: وكأنهم أبدلوا الكاف قافا، ولعله اعتمد على ضبطه في الكاف ولذا أهمله عن الضبط.
قلت: وسيأتي للجوهري في الكاف. وأما صاحب اللسان فإنه ذكره بالقاف استطرادا في الكاف، فتنبه لذلك.
[فرق]: فرق بينهما أي: الشيئين، كما في الصحاح، رجلين كانا أو كلامين، وقيل: بل مطاوع الأول التفرق، ومطاوع الثاني الافتراق، كما سيأتي يفرق فرقا وفرقانا، بالضم: فصل.
وقال الأصبهاني: الفرق يقارب الفلق، لكن الفلق يقال باعتبار الانشقاق، والفرق يقال باعتبار الانفصال، ثم الفرق بين الشيئين سواء كان بما يدركه البصر، أو بما تدركه البصيرة، ولكل منهما أمثلة يأتي ذكرها.
قال: والفرقان أبلغ من الفرق؛ لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل، والحجة والشبهة، كما سيأتي بيانها.
وظاهر المصنف كالجوهري والصاغاني الاقتصار فيه على أنه من حد نصر. ونقل صاحب المصباح فرق كضرب، قال: وبه قرئ: (فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين) (3) قلت: وهذه قد ذكرها اللحياني نقلا عن عبيد بن عمير الليثي أنه قرأ " فافرق بيننا " بكسر الراء.
وقوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) (4). قال قتادة أي: يقضى وقيل: أي يفصل، ونقله الليث.
وقوله تعالى: (وقرآنا فرقناه) (5) أي: فصلناه وأحكمناه وبينا فيه الأحكام، هذا على قراءة من خفف. ومن شدد قال: معناه أنزلناه مفرقا في أيام، وروي عن ابن عباس بالوجهين.
وقوله تعالى: (وإذ فرقنا بكم البحر) (6) أي: فلقناه. وقد تقدم الفرق بين الفلق والفرق.
وقوله تعالى (فالفارقات فرقا) (7) قال الفراء: هم الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل وقال ثعلب: تزيل بين الحلال والحرام. وفي المفردات: الذين يفصلون بين الأشياء حسب ما أمرهم الله تعالى.
والفرق: الطريق في شعر الرأس. ومنه الحديث عن عائشة رضي الله عنها: كنت إذا أردت أن أفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم صدمت الفرق على يافوخه، وأرسلت ناصيته بين عينيه. وقد فرق الشعر بالمشط يفرقه - من حدي نصر وضرب - فرقا: سرحه. ويقال: الفرق من الرأس: ما بين الجبين إلى الدائرة. قال أبو ذؤيب:
ومتلف مثل فرق الرأس تخلجه * مطارب زقب أميالها فيح (8) شبهه بفرق الرأس في ضيقه ومفرقه. ومفرقه كذلك: وسط رأسه.
والفرق: طائر ولم يذكره أبو حاتم في كتاب الطير.
والفرق: الكتان. ومنه قول الشاعر: