فصل الزاي مع القاف [زأبق] (1): الزئبق: م معروف، وهو كدرهم، وزبرج وعلى الأخير فهو ملحق بزئبر، وضئبل، فارسي معرب أعرب بالهمزة، وهو الزاووق (2)، وفي المغرب أنه يقال بالياء وبالهمز، واختار الميداني في أنه بالهمز وكسر الباء، وهو الذي في الفصيح وشروحه، وقال الليث: وتلين في لغة، والفعل منه التزبيق.
وهو أنواع: منه ما يستقى من معدنه، ومنه ما يستخرج من حجارة معدنية بالنار (3)، ودخانه يهرب الحيات والعقارب من البيت، وما أقام منها فيه قتله.
وبهاء: أبو القاسم هبة الله ابن علي بن محمد بن زئبقة عن أبي علي بن المهدي.
وأبو أحمد هكذا في النسخ، والصواب: أبو بكر أحمد بن محمد بن زئبقة التمار سمع قاضي المارستان.
وإسماعيل بن عبد الملك بن سوار الشيباني البصري عن إبراهيم بن طهمان، والثوري، وعنه ابن حنبل.
وأحمد بن عبدة هكذا في النسخ، وفي التبصير: أحمد بن عمرو الزئبقيان: محدثون الأخير شيخ للطبراني، وابنه أبو بكر محمد، سمع يحيى بن جعفر بن الزبرقان.
* ومما يستدرك عليه:
الزئبق، كزبرج: الرجل الطائش، وقد تفتح الباء، قاله ابن عباد. قلت: وهو على التشبيه.
ودرهم مزأبق: مطلي بالزئبق، نقله الليث.
[زبرق]: زبرق ثوبه زبرقة: إذا صبغه بحمرة أو صفرة كما في العباب (4).
والزبرقان، بالكسر: القمر قال الشاعر:
تضىء له المنابر حين يرقى * عليها مثل ضوء الزبرقان وقال الليث: الزبرقان: ليلة خمس عشرة، وليلة أربع عشرة ليلة البدر، لأن القمر يبادر فيها طلوعه مغيب الشمس، ويقال: ليلة ثلاث عشرة.
والزبرقان: الخفيف اللحية كذا هو نص الأصمعي في كتاب الاشتقاق، وفي الروض: الخفيف العارضين.
والزبرقان: لقب ابن عياش الحصين بن بدر بن امرىء القيس ابن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، التميمي السعدي الصحابي رضي الله عنه، ويقال له: أبو شذرة، وكان يقال له: قمر نجد لجماله، وكان يدخل مكة متعمما لحسنه، وفي الروض: كانت له ثلاثة أسماء: الزبرقان، والقمر، والحصين، وثلاث كنى: أبو العباس، وأبو شذرة، وأبو عياش، انتهى، ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه بني عوف، فأداها في الردة إلى أبي بكر رضي الله عنه، ولما لقى الزبرقان الحطيئة، فسأله عن نسبه، فانتسب له، أمره بالعدول إلى حلته، وقال له: اسأل عن القمر ابن القمر، أي: الزبرقان بن بدر، أو لصفرة عمامته قاله ابن السكيت وأنشد:
وأشهد (5) من عوف حلولا كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا قلت: وهو قول المخبل السعدي، وقيل: لأنه كان يصفر استه، حكاه قطرب، وهو قول شاذ، وقال: يعني بسبه استه، وقيل: عمامته، وهو الأكثر. أو: لأنه لبس حلة، وراح إلى ناديهم، فقالوا: زبرق حصين فلقب به، قاله ابن الكلبي.
ويقال: أراه زباريق المنية كأنه يريد لمعانها قاله ابن الكلبي، جمعوها على التشنيع لشأنها، والتعظيم لها.