والسرادق: الغبار الساطع نقله الأزهري، وأنشد للبيد - رضي الله عنه - يصف حمرا:
رفعن سرادقا في يوم ريح * يصفق بين ميل واعتدال (1) وقيل: هو الدخان الشاخص المرتفع المحيط بالشيء وبه فسر أيضا قول لبيد السابق يصف عيرا يطرد عانة (2).
وقال الليث: بيت مسردق أي: أعلاه وأسفله مشدود كله قال سلامة بن جندل السعدي يذكر قتل كسرى للنعمان:
هو المدخل النعمان بيتا سماؤه * صدور الفيول بعد بيت مسردق ونسبه الجوهري للأعشى يذكر أبرويز وقتله النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة.
قال شيخنا: وأغفل المصنف التنبيه على كون السرادق معربا تقصيرا، قال الجواليقي: هو معرب: " سرادار " (3) أو " سراطاق " وقد أغفله الكرماني والحافظ بن حجر وغيرهما: الخيمة (4)، وفيه نظر.
[سرق]: سرق منه الشيء يسرق سرقا، محركة، وككتف، وسرقة محركة، وكفرحة، وسرقا بالفتح وربما قالوا: سرقه مالا، كما في الصحاح. وتقول في بيع العبد: برئت إليك من الإباق والسرق.
واسترقه وهذه عن ابن الأعرابي، وأنشد:
* بعتكها زانية أو تسترق * * إن الخبيث للخبيث يتفق (5) * وقال ابن عرفة: السارق عند العرب: من جاء مستترا إلى حزر فأخذ مالا لغيره، فإن أخذه من ظاهر، فهو مختلس، ومستلب، ومنتهب، ومحترس، فإن منع ما في يديه فهو غاضب.
والاسم السرقة بالفتح، وكفرحة، وكتف واقتصر الجوهري على الأخيرتين، والأولى نقلها الصاغاني.
وقال ابن دريد: سرق الشيء كفرح: خفي هكذا يقول يونس، وأنشد:
وتبيت منتبذ القذور كأنما * سرقت بيوتك أن تزور المرفدا (6) القذور: التي لا تبارك الإبل، والمرفد: الذي ترفد فيه.
والسرق محركة شقق الحرير قال أبو عبيد: الأبيض (7) وأنشد للعجاج:
* ونسجت لوامع الحرور * * من رقرقان آلها المسجور * * سبائبا كسرق الحرير * أو الحرير عامة قال أبو عبيد: أصلها بالفارسية سره، أي: جيد، فعربوه كما عرب برق للحمل، ويلمق للقباء، وهما بره ويلمه الواحدة بهاء ومنه الحديث: قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: " رأيتك في المنام مرتين، أرى أنك في سرقة من حرير أتاني بك الملك " أي: في قطعة من جيد الحرير.
وقال ابن دريد (8): سرقت مفاصله، كفرح سرقا، محركة: ضعفت وقال غيره: كانسرقت ومنه قول الأعشى:
فهي تتلو رخص الظلوف ضئيلا * فاتر الطرف في قواه انسراق (9) أي: فتور وضعف.
والشيء: خفي هكذا في سائر النسخ، وهو مكرر.
وسرقة، محركة: أقصى ماء لضبة بالعالية كذا في التكملة.
وأبو عائشة: مسروق بن الأجدع بن مالك