باب الكاف من شرح القاموس وهو من الحروف المهموسة. قال الأزهري: والمهموس حرف لأن في مخرجه دون المجهور وجرى معه النفس فكان دون المجهور في رفع الصوت، وعدة حروفه عشرة: ت ث ح خ س ش ص ف ك ه. قال: ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عكدة اللسان وبين اللهاة في أقصى الفم.
قال شيخنا: أبدلت الكاف من حرفين القاف في قولهم: عربي كح أي قح والتاء في قول الراجز:
يا بن الزبير طالما عصيكا أي عصيت أنشده أبو علي قاله ابن أم قاسم:
قلت: ومن إبدال القاف كافا قولهم للمجنون: هو مألوق ومألوك نقله ابن عباد وسيأتي ويبدل أيضا بالجيم يقال: ما تلوكت بألوك وعلوك وعلوج وكذلك مريرتك ويرتج عن يعقوب.
فصل الهمزة مع الكاف [أبك]: آبك (1)، كأحمد: ووقع في نسخة شيخنا أربك بالراء، فقال: الظاهر أن ألفه زائدة، فالصواب ذكره في الراء، ولا سيما وقد وزنه بأحمد إلى آخر ما قال، وأنت خبير بأن أربك لا يشك فيه أحد أنه من ربك، فلا يحتاج التنبيه عليه، إنما الغلط في نسخته، والصواب ما عندنا آبك هكذا بالمد، ولو وزنه بهاجر كان أحسن، ثم إن هذا الموضع لم يذكره الصاغاني، ولا ياقوت، ولا نصر، وأنا أخشى أن يكون تصحيفا، ثم بعد المراجعة والتأمل وجدته على الصواب أنه الأبك بتشديد الكاف، يأتي ذكره في بكك في قول الراجز، وقد صحفه المصنف.
أبك، كفرح أهمله الجوهري، وقال ابن بري والخارزنجي: أي كثر لحمه ونص ابن بري: أبك الشيء يأبك: كثر، قال صاحب اللسان: ورأيت في نسخة من حواشي الصحاح ما صورته: في الأفعال لابن القطاع: أبك الرجل أبكا وأبكا: كثر لحمه. قال الخارزنجي: ويقال للأخرق: إنه لعفك أبك ومعفك مئبك نقله الصاغاني هكذا، وسيأتي في " ع ف ك ".
* ومما يستدرك عليه:
[أدك]:
أديك، كزبير (2): موضع، قال الراعي:
ومعترك من أهلها قد عرفته * بوادي أديك قد عرفت محانيا (3) ويروى أريك، كما سيأتي، كذا في اللسان.
وإدكو، بكسر الهمزة وسكون الدال وضم الكاف، ويقال: أتكو، بفتح فسكون التاء بدل الدال وكسر الهمزة وهو المشهور: بليدة صغيرة بالقرب من رشيد، منها الشهاب أحمد بن علي بن موسى الإدكاوي، أحد مشايخ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في طريق القوم، أخذ عن بلديه البرهان إبراهيم بن عمر بن محمد الإدكاوي، وهو عصري المصنف. وصاحبنا المفوه الأريب أبو صالح عبد الله بن