تاج العروس - الزبيدي - ج ١٣ - الصفحة ١٨٥
وقيل: المرهق: من يظن به السوء أو يتهم ويؤبن بشر أو سفه، ومنه الحديث: " أنه صلى على امرأة كانت ترهق ".
والمرهق: من يغشاه الناس كثيرا، وتنزل به الأضياف قال زهير يمدح هرم بن سنان:
ومرهق النيران يطعم (1) في ال‍ * لأواء غير ملعن القدر وقال ابن هرمة:
خير الرجال المرهقون كما * خير تلاع البلاد أوطؤها (2) وراهق الغلام مراهقة: قارب الحلم فهو مراهق، والجارية مراهقة.
وفي حديث سعد - رضي الله عنه: " أنه كان إذا دخل مكة مراهقا خرج إلى عرفة قبل أن يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يطوف بعد أن يرجع " أي: مقاربا لآخر الوقت كأنه كان يقدم يوم التروية أو يوم عرفة، فيضيق عليه الوقت حتى (3) كاد يفوته التعريف كذا في النهاية والعباب، وهو مجاز.
* ومما يستدرك عليه:
الرهق، محركة: التهمة والإثم، عن قتادة.
ورجل مرهق، كمعظم: موصوف به، ولا فعل له.
والمرهق أيضا: الفاسد، ومن به حدة وسفه.
والمتهم في دينه.
وقال ابن الأعرابي: إنه لرهق نزل، أي: سريع إلى الشر (4)، قال الكميت:
ولاية سلغد ألف كأنه * من الرهق المخلوط بالنوك أثول والرهق (5)، محركة: التهمة والإثم، عن قتادة، والذلة والضعف، عن الزجاج، والغي، عن ابن الكلبي، والفساد، والعظمة، والكبر، والعنت، واللحاق، والهلاك، ومن الأخير قول رؤبة يصف حمرا وردت الماء.
* بصبصن واقشعررن من خوف الرهق (6) * أي: من خوف الهلاك.
والرهق أيضا: الهلاك.
والرهقة: المرأة الفاجرة.
ورهق فلان فلانا: إذا تبعه وقارب أن يلحقه.
وأرهقناهم الخيل: ألحقناهم إياها.
وبه رهقة شديدة، وهي العظمة والفساد.
وأرهقكم الليل فأسرعوا، أي: دنا، وهو مجاز.
ورهقتنا الصلاة رهقا، أي: حانت، وهو مجاز.
وأتينا في العصير المرهقة، وهو مجاز أيضا.
ويقال: جارية راهقة، وغلام راهق، وذلك ابن العشرة إلى إحدى عشرة، ومنه قول الشاعر:
وفتاة راهق علقتها * في علالي طوال وظلل ورجل رهق، ككتف: معجب ذو نخوة.
ورهقه الدين: غشية وركبه، وهو مجاز.
ويقال: صلى الظهر مراهقا، أي: مدانيا للفوات، وهو مجاز أيضا.
[ريق]: الريق: تردد الماء على وجه الأرض من الضحضاح ونحوه نقله الليث.
والريق: الباطل يقال: أقصر عن ريقك، أي: عن باطلك، قال الشاعر:
حماريك سوقى وازجري إن أطعتني * ولا تذهبي في ريق لب مضلل والريق من كل شيء: الأول والأفضل من المطر، والشباب، وغيرهما، وهو مخفف من الريق كسيد، وقد تقدم شاهده من قول لبيد (7) في " روق " كالريوق، كتنور عن أبي عبيدة.
وريق السيف: اللمعان ومنه حديث بدر: " فإذا بريق

(1) في الديوان واللسان: يحمد في اللأواء.
(2) في الصحاح واللسان والتكملة " ألكؤها " بدلا من " أوطؤها " والمثبت كرواية التهذيب، وقد صوبها الصاغاني.
(3) في التهذيب واللسان والتكملة: حتى يخاف فوت الوقوف (في التكملة: التعريف) وزيد في التهذيب: بعرفة في وقته.
(4) في التهذيب: سريع إلى الشر سريع الحدة.
(5) بهامش المطبوعة المصرية: " قوله: والرحق محركة: التهمة والإثم عن قتادة مكرر، ذكره في أول المستدرك، كما أن قوله بعد شعر رؤبة: والرحق أيضا: الهلاك مكرر مع ما قبله اه‍ ".
(6) في ديوانه: الزهق.
(7) كذا بالأصل هنا ومثله في اللسان، وقد تقدم في مادة روق الشاهد المعني للبعيث وروايته:
مدحنا لها ريق... أعجما وقد صوب الصاغاني نسبته: للبعيث وقال: وليس البيت للبيد.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست