لئن حللت بجو في بني أسد * في دين عمرو، وحالت بيننا فدك (1) وقال رؤبة:
كأنه إذ عاد فينا أو زحك * حمى قطيف الخطأ وحمى فدك (2) وفدكي بن أعبد كعربي: أبو ميا أم عمرو بن الأهتم وأمها بنت علقمة بن زرارة، قال عمرو بن الأهتم:
نمتني عروق من زرارة للعلا * ومن فدكي والأشد عروق (3) وفديك كزبير: كما في العباب. وفي اللسان: وفديك: اسم عربي. والفديكات: قوم من الخوارج، نسبوا إلى أبي فديك الخارجي كما في اللسان والعباب. وتفديك القطن: نفشه قال الجوهري: لغة أزدية (4).
* ومما يستدرك عليه:
أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك، واسم أبي فديك دينار من ثقات أصحاح الحديث، نقله الصاغاني.
قلت: وهو مدني مشهور، وقد تكلم فيه ابن سعد. وفديك: أبو بشير الزبيدي، له صحبة، حجازي روى عنه حفيده. وفديك بن عمرو: والد حبيب، لهما صحبة.
[فذلك]: فذلك حسابه فذلكة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: أي أنهاه وفرغ منه قال: وهي كلمة مخترعة من قوله أي: الحاسب إذا أجمل حسابه: فذلك كذا وكذا عددا، وكذا وكذا قفيزا، وهي مثل قولهم: فهرس الأبواب فهرسة، إلا أن فذلك ضارب بعرق في العربية، وفهرس معرب. إذا علمت ذلك فاعلم أن تعقب الخفاجي على المصنف في غير محله على ما نقله شيخنا، قال في العناية - أثناء فصلت: الفذلكة: جملة عدد قد فصل. وقول القاموس: فذلك حسابه: أنهاه لا يعتمد عليه؛ لمخالفته للاستعمال في كلام الثقات، كما لا يخفي على من له إلمام بالعربية والآداب. قال: مع أن مراده ما ذكرناه لكن في تعبير نوع قصور، قال شيخنا: قلت: ربما دل على خلاف المراد كما يظهر بالتأمل. قلت: والأمر كما ذكره شيخنا، وليس على تعبير المصنف غبار، وهو بعينه نص الصاغاني الذي استدرك هذه الكلمة على الجماعة، ومن أتى بعده، فإنه أخذها عنه، بل قول الخفاجي: الفذلكة: جملة عدد قد فصل، تعبير آخر أحدثه المولدون، فتأمل ذلك وأنصف، والله أعلم.
[فرك]: فرك الثوب والسنبل بيده فركا: دلكه وأصل الفرك: دلك الشيء حتى يتقلع (5) قشره عن لبه كالجوز، قاله الليث فانفرك. والفرك، بالكسر، ويفتح: البغضة عامة، قال رؤبة يصف حمارا وأتنه:
فعف عن أسرارها بعد العسق * ولم يضعها بين فرك وعشق (6) كالفروك بالضم والفركان بضمتين مشددة الكاف وهذه عن السيرافي، ويروى بكسرتين مع التشديد أو خاص ببغضة الزوجين أي بغض الرجل امرأته، أو بغضها إياه وهو أشهر، وقد فركها وفركته، كسمع فيهما، وكنصر وهذه عن اللحياني شاذ، فركا بالكسر وفركا بالفتح وفروكا بالضم. وفي اللسان: وحكى اللحياني فركته تفركه فروكا، وليس بمعروف. فهي فارك وفروك قال القطامي:
لها روضة في القلب لم يرع مثلها * فروك ولا المستعبرات الصلائف (7) وفي حديث ابن مسعود: " إن الحب من الله والفرك من الشيطان " قال أبو عبيد: الفرك: أن تبغض المرأة زوجها، وهو حرف مخصوص به المرأة والزوج، ولم أسمعه في غيرهما، وقال ابن الأعرابي: أولاد الفرك فيهم نجابة؛ لأنهم أشبه بآبائهم، وذلك إذا واقع امرأته وهي فارك لم يشبهها ولده منها، وإذا أبغض الزوج المرأة قيل: أصلفها، وصلفت عنده، والجمع الفوارك، قال ذو الرمة يصف إبلا: