أي: لم تزل في جدب، ولم تذق لبنا بعد هذه الأعوام التي تفتقت فيها الإبل سمنا.
وقد فتق العام، كفرح وقد أسنتوا بعد الفتق.
وقال أبو الجوزاء: قحط الناس، فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها، فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فاجعلوا منه كوة إلى السماء، ففعلوا، فمطروا حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت، فسمي عام الفتق ".
ومن المجاز: الفتق بضمتين: المرأة المنفتقة بالكلام. وقد تفتقت به، وهي فتق. وقال ابن السكيت: امرأة فتق للتي تفتق في الأمور، قال ابن أحمر:
ليست بشوشاة الحديث ولا * فتق مغالبة على الأمر وفتق: ة بالطائف (1) نقله الصاغاني، أو هو مخلاف بمكة. وقيل: بتهامة بين المدينة وتبالة، سلكه قطبة بن عامر رضي الله عنه لما وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبالة، ليغير على خثعم سنة تسع.
ومن المجاز: الفتيق كأمير من الجمال: ما ينفتق (2) سمنا، نقله الجوهري عن الأصمعي. وناقة فتيقة: سمينة.
ورجل فتيق اللسان أي: فصيحه حديده نقله الجوهري. وقال غيره: هو الحذاقي الفصيح.
وقال الليث: نصل فتيق الشفرتين إذا جعلت له شعبتان فكأن إحداهما فتقت من الأخرى، وأنشد:
* فتيق الغرارين حشرا سنينا (3) * وقال الأصمعي: الصبح الفتيق هو المشرق، نقله الجوهري، وهو مجاز.
قال: والفيتق، كصيقل: النجار وهو فيعل من الفتق، ومنه قول الأعشى:
ولابد من جار يجير سبيلها * كما سلك السكي في الباب فيتق (4) والسكي: المسمار، كما في الصحاح.
وقال أبو زيد: الفيتق في البيت الحداد.
قال: والملك يقال له: فيتق أيضا، وأنشد:
رأيت المنايا لا يغادرن ذا غنى * لمال ولا ينجو من الموت فيتق وقال غيره: الفيتق في قول الأعشى البواب.
وذو فتاق، ككتاب: ع. قال الحارث بن حلزة اليشكري:
فالمحياة فالصفاح فأعلى * ذي فتاق فعاذب فالوفاء فرياض القطا فأودية الشر * بب فالشعبتان فالأبلاء (5) والفتاق أيضا: جبل وأعناقه: شماريخه وما استطال منه، وبه يروى قول الحارث:
فمحياة فالصفاح فأعنا * ق فتاق فعاذب فالوفاء وهي رواية الحسن بن كيسان (6) ومن المجاز: الفتاق: خمير العجين، قاله ابن سيده، وهي الخميرة الضخمة الكبيرة التي تعجل إدراك العجين إذا جعلت فيه.
وفتق العجين: جعله فيه نقله الليث.
والفتاق: أصل الليف الأبيض الذي لم يظهر بعد، يشبه الوجه به، لنقائه وصفائه، وبه فسر قول الشاعر:
وفتاة بيضاء ناعمة الجس * م لعوب ووجهها كالفتاق