وعتقت الخمر: حسنت وقدمت، فهي عاتق وعتيق وعتاق كغراب وقد تقدم شاهد الأولين.
والعاتق: الزق الواسع الجيد، كما في المحيط واللسان، وبه فسر بعضهم قول لبيد السابق. قال الأزهري: جعل العاتق زقا لما رآه نعتا للأدكن، وإنما أراد بالعاتق جيد الخمر وهو كقوله: أو جونة قدحت وإنما قدح ما فيها. وقال الجوهري: هو الزق الذي طابت رائحته، وقيل: هي المزادة الواسعة.
والعاتق: الجارية أول ما أدركت وبلغت فخدرت في بيت أهلها، وقد عتقت تعتق فهي عاتق، مثل: حاضت فهي حائض.
وقيل: هي التي لم تتزوج. وقال أبو حاتم: لم تبن إلى زوج، وهو من البينونة، أي: لم تبن من أهلها إلى زوج، قيل: سميت بذلك لأنها عتقت عن خدمة أبويها، ولم يملكها زوج بعد. قال الفارسي: وليس بقوي قال الشاعر:
أقيدي دما يا أم عمرو هرقته * بكفيك يوم الستر إذ أنت عاتق وقيل: هي التي قد بلغت أن تدرع، وعتقت من الصبا والاستعانة بها في مهنة أهلها.
أو هي التي بين الإدراك والتعنيس. ويحكى أن جارية قالت لأبيها: اشتر لي لوطا أغطي به فرغلي قد عتقت عن الصبا، وبلغت أن أتزوج.
والعاتق: موضع الرداء من المنكب ومنه قولهم: رجل أميل العاتق: إذا كان معوج موضع الرداء منه. أو ما بين المنكب والعنق مذكر لا غير، وهما عاتقان، قاله اللحياني وقد يؤنث، وليس بثبت. قال أبو عامر جد العباس بن مرداس:
لا صلح بيني فاعلموه ولا * بينكم ما حملت عاتقي سيفي، وما كنا بنجد وما * قرقر قمر الواد بالشاهق هكذا أنشده الصاغاني، وأولهما:
لا نسب اليوم ولا خلة * اتسع الفتق على الراتق وزعم بعضهم أن هذا البيت مصنوع وأنشده ابن بري هكذا، واستدل به على التأنيث قال: ومن روى البيت الأول:
* اتسع الخرق على الراقع * فهو لأنس بن العباس بن مرداس.
وقال ابن فارس: العاتق: القوس التي قد تغير لونها.
وقال غيره: هي القديمة المحمرة كالعاتقة والعاتكة.
والعاتق من فرخ الطائر: فوق الناهض؛ وهو الذي يتحسر [من] (2) ريشه الأول، وينبت له ريش جلذي، أي: شديد، يقال: أخذت فرخ قطاة عاتقا وذلك إذا طار واستقل. قال أبو عبيد: نرى أنه من السبق، كأنه يعتق، أي: يسبق. أو هو من فرخ القطا أو الحمام ما لم يسن ولم يستحكم، جمع الكل عواتق. ومنه حديث أم عطية رضي الله عنها: أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور تعني في العيد.
وفي رواية " الحيض والعتق " (3)، فهو مستدرك على المصنف.
وعتقه بفيه عتقا إذا عضه.
وعتق المال يعتقه عتقا: أصلحه فعتق هو أي صلح لازم متعد.
وعتق الفرس عتقا: تقدم في السير، فهو عاتق وعتيق وهو من حد ضرب كما تقدم. وظاهر سياقه على ما هو اصطلاحه عند الإطلاق أنه من حد نصر.
وأعتق فرسه: أعجلها وأنجاها ذكر الضمير الراجع إلى الفرس أولا، ثم أنثها ثانيا تفننا.
وقال أبو عمرو: أعتق قليبه: إذا حفرها وطواها وأجادها.