فوقع رجال بأوس بن أقرم، وقالوا: أسأت بابن عمك، وظلمته، ولم يصدقك رسول الله (ص).
فبينما هم يسيرون إذ رأوا رسول الله (ص) يوحي إليه، فلما قضى الله قضاءه في موطنه ذلك، وسري عنه نظر رسول الله (ص) فإذا هو بأوس بن أقرم، فأخذ بأذنه فعصرها، حتى استشرف القوم. فقام رسول الله (ص) فقال: أبشر، فقد صدق الله حديثك، ثم قرأ عليهم سورة المنافقين إلخ " (1).
وقد ادعى البعض تعدد هذه القضية لزيد بن أرقم، ولأوس بن أقرم كليهما (2).
ونقول: لا مجال لقبول هذه الدعوى الأخيرة، إذ من البعيد حصول هذا التوافق في الخصوصيات والتفاصيل لك من الرجلين، كما يتضح بالمراجعة والمقارنة ودعوى: أن قصة أوس خطأ من أصحاب المغازي، وأن قائل ذلك هو زيد (3).
ليس بأولى من العكس. لا سيما إذا علمنا: أن قصة زيد تتوارد عليها العلل والأسقام من كل جانب.
هذا كله بالإضافة: إلى ما تقدم من أن الذي أخبر النبي (ص)