مسلمة، أن رسول الله (9) بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال.
وروى البيهقي وغيره أنه كانت لهم ديون مؤجلة، فقال رسول الله (ص): ضعوا وتعجلوا.
وفي صحته نظر. والله أعلم.
قال ابن إسحاق: فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف (1) بابه فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام، فكان من أشراف من ذهب منهم إلى خيبر: سلام بن أبي الحقيق وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب، فلما نزلوها دان لهم أهلها.
فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث أنهم استقبلوا بالنساء والأبناء والأموال، معهم الدفون والمزامير والقيان يعزفن خلفهم بزهاء وفخر، ما رؤي مثله لحي من الناس في زمانهم.
قال: وخلوا الأموال لرسول الله (ص)، يعني النخيل والمزارع، فكانت له خاصة يضعها حيث شاء، فقسمها على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة ذكرا فقرا فأعطاهما، وأضاف بعضهم إليهما الحارث بن الصمة.
حكاه السهيلي.
قال ابن إسحاق: ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان وهما يامين بن عمير بن كعب ابن عم عمر وبن جحاش وأبو سعد بن وهب، فأحرزا أموالهما.
قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض آل يامين أن رسول الله (ص)