تمسكوا بعصم الكوافر، بعد الهجرة بعدة سنين.
ويمضي الإسكافي هنا فيقول: كيف استطاع أبو بكر أن يهيمن على سعد، والزبير، وطلحة، و عبد الرحمن وغيرهم وهم ليسوا من أترابه، ولا من جلسائه، ولا كان له معهم صداقة أو مودة، ولم يستطع أن يقنع عتبة وشيبة ابني ربيعة، وهما من جلسائه، بل وأكبر منه سنا، ويأنسان إلى حديثه وطرائفه - كما يزعم أنصاره -؟! وماله لم يدخل جبير بن مطعم في الاسلام، وهو الذي أدبه وعلمه، وعرفه أنساب العرب، وقريش وطرائفها وأخبارها كما يدعون؟!.
وكيف لم يقبل منه عمر بن الخطاب الدخول في الاسلام في تلك الفترة، وكان صديقه وأقرب الناس شبها به، وبحالاته. ولئن رجعتم إلى الانصاف لتعلمن بأن اسلام هؤلاء لم يكن إلا بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى يديه (1).
4 - وأما ما تقدم نقله عن أسماء، فهو يقتضي أن تكون أسماء وأهل بيت أبي بكر أسبق الناس إلى الاسلام، وقد عد ابن هشام ممن أسلم في الفترة الأولى من الدعوة بحيث يعد من السابقين الأول أسماء وعائشة ابنتي أبي بكر (2)، وعند النووي وغيره: أن عائشة قد أسلمت بعد ثمانية عشر إنسانا وأختها أسماء أسلمت بعد سبعة عشر (3).